تعيش السلطات الأمنية بتطوان والنواحي، طيلة الأيام الماضية، على وقع استنفار قوي، يتمثل في تكثيف الدوريات والمراقبة على مستوى موانئ الصيد المحلية، وذلك بسبب لجوء شبكات للتهريب الدولي للمخدرات، إلى استغلال قوارب صيد تقليدية في إيصال شحنات من المخدرات إلى نقط بعرض البحر، فضلا عن استغلال ثغرات للانطلاق من شواطئ بالشمال، بواسطة زوارق مطاطية بمحركات سريعة.
وحسب مصادر مطلعة فقد تمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة المضيق، مساء الجمعة الماضي، من إجهاض عملية للتهريب الدولي للمخدرات وحجز ما مجموعه 445 كيلوغراما من مخدر الشيرا، حيث تم ضبط سيارة خفيفة تحمل لوحات تسجيل مزورة بمدينة المضيق، يشتبه في تهريبها لمخدر الشيرا، وذلك بعدما تخلى عنها سائقها على إثر ارتكابه لحادثة اصطدام مع سور ميناء الصيد المحلي، قبل أن يلوذ بالفرار مستغلا الغابات المجاورة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فقد أسفرت عمليات التفتيش المنجزة داخل السيارة المحجوزة، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، عن العثور على زورق مطاطي فارغ من الهواء ومحرك بحري، علاوة على شحنة من المخدرات عبارة عن 19 رزمة من مخدر الشيرا بلغ مجموع وزنها 445 كيلوغراما.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن فرقة الشرطة القضائية بالمضيق، قامت بفتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، فيما لازالت التحريات جارية بغرض توقيف كافة المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، حيث تجري الاستعانة بالشرطة العلمية والتقنية لتحديد هوية المتورطين.
وكانت الأجهزة الاستخباراتية بالشمال شرعت في تكثيف المراقبة والتعقب الخاص، بالأعضاء المشتبه في تسببهم في فوضى وصراعات قوية بمنطقة واد المرسى، والحيثيات المتعلقة بالصراع على مناطق النفوذ، وكذا البحث في انقلاب قارب سريع محمل برزم المخدرات بعرض البحر، ولفظ الأمواج لرزم تحمل علامات متعددة، يمكن من خلالها فك لغز القضية التي تسببت في استنفار أمني قوي.
يذكر أن مافيا تهريب المخدرات أصبحت تعمل وفق تقنيات جديدة، وباستعمال معدات متطورة من حيث القدرة على التمويه والسرعة الفائقة، والمناورة في حال المطاردة من قبل دوريات البحرية الملكية، فضلا عن اللجوء لاستغلال أنشطة الصيد التقليدي بطرق ملتوية، قصد إيصال شحنات من المخدرات في اتجاه النقط المحددة بعرض البحر، حيث تتسلمها يخوت أو زوارق سريعة لتنطلق بها نحو الوجهة المقصودة.