لا تزال ندرة المياه الصالحة للشرب تقض مضجع سكان الجماعات الترابية التابعة لإقليم أكادير إداوتنان، خصوصا في ظل استمرار موجة الجفاف وندرة التساقطات، إضافة إلى استمرار الضغط الكبير والمتزايد على حقينة سد مولاي عبد الله الموجود بالنفوذ الترابي لجماعة التامري القروية بإداوتنان.
واستنادا إلى المعطيات المتوفرة، فإن جميع جماعات جهة سوس ماسة تعاني، خلال السنوات الأخيرة، من ضعف التساقطات المطرية وعدم انتظامها، الأمر الذي أدى إلى إشكالية ندرة الموارد المائية، خصوصا في ظل الجفاف الذي أصبح ظاهرة هيكلية في منطقة مطبوعة بمناخها الجاف وشبه الجاف، والتي لا يتجاوز فيها معدل التساقطات المطرية 150 ملمترا سنويا في السهول، و400 ملمتر سنويا في الجبال.
وبحسب المعطيات الصادرة عن وكالة الحوض المائي لسوس ماسة، فإن مجموع الموارد المائية في المنطقة يصل إلى مليار و250 مليون متر مكعب سنويا، منها موارد سطحية وجوفية أيضا. أما السدود الكبرى الثمانية المتواجدة بتراب الجهة، فإن حقينتها توفر حوالي 765 مليون متر مكعب من المياه، ورغم كل ذلك يظل الخصاص في المياه الصالحة للشرب مسجلا بشكل مستمر، بحيث لا تكفي هذه الموارد المائية لتغطية حاجيات المنطقة من هذه المادة الحيوية، خصوصا في ظل تنامي الأنشطة الاقتصادية وتطور القطاع الفلاحي الذي يستحوذ على أكثر من 90 في المئة من الموارد المتوفرة.
وأدى توالي سنوات الجفاف إلى الضغط على الفرشة المائية الباطنية، وبالتالي حدوث عجز في الموارد المائية يصل 300 مليون متر مكعب سنويا، في حين عرفت حقينة السدود تسجيل عجز كبير بلغ رقما قياسيا خلال السنتين الأخيرتين، يصل إلى 94 في المئة. وكانت ساكنة إداو تنان من بين المناطق التي عانت ولا زالت من تداعيات شح وندرة المياه على العموم، ومياه الشرب على وجه الخصوص، بحيث جفت عدد من العيون وانخفض مستوى المياه السطحية والباطنية وتراجع معها النشاط الفلاحي بشكل ملحوظ، ما دفع العديد من السكان إلى الهجرة بحثا عن مورد للمياه وسبيل للاستقرار.
واستبشر سكان المنطقة بمشروع تحلية مياه البحر، الذي تم تدشينه بإقليم اشتوكة آيت باها في فبراير 2020، عبر محطة ستوفر حوالي 200 ألف متر مكعب يوميا، من أجل إمداد أكادير الكبير بحاجياته من المياه الصالحة للشرب، إلا أن هذا المشروع لم يبدأ بعد، ما جعل معاناة سكان المناطق الجبلية بإداوتنان من ندرة المياه تستمر لسنوات إضافية، في الوقت الذي كان السكان يأملون أن تبدأ محطة اشتوكة آيت باها في العمل وضخ المياه، لتزويد مناطق أكادير الكبير بمياه الشرب، والاستغناء عن مياه حقينة سد مولاي عبد الله، بعد إعادة توزيع الموارد المائية السطحية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.