قررت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بمدينة مراكش، صباح أول أمس الأربعاء، إرجاء جلسة محاكمة كل من محمد العربي بلقايد، عمدة مدينة مراكش السابق، عن «البيجيدي»، ونائبه الأول يونس بنسليمان، المتهمين بجناية تبديد أموال عامة وصلت إلى أزيد من 28 مليار سنتيم والمشاركة في ذلك، بعد مؤتمر المناخ الذي كانت قد احتضنته المدينة الحمراء، حيث قرر القاضي تأجيل الجلسة إلى غاية الخامس من شهر يناير المقبل، بسبب غياب الدفاع.
وحسب ما عاينته «تيلي ماروك »، فقد شهدت الجلسة المذكورة لأول أمس، حضور كل من العمدة السابق ونائبه الأول خلال الولاية الماضية، فيما كانت الأنظار متجهة على الخصوص نحو يونس بنسليمان، بسبب الفيديو الذي تم تسريبه خلال آخر جلسة، والذي قال عبره إنه «في المرة المقبلة سيتغوط داخل المحكمة». فيما غاب أعضاء الدفاع على إثر الاحتجاجات المتواصلة من طرفهم على مستوى كل محاكم مدينة مراكش، بسبب قرار إلزامية الإدلاء بجواز التلقيح قبل ولوجها.
ومع كل محاكمة، ومنها محاكمة أول أمس الأربعاء، جدد عبد الإله طاطوش، رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، التي فجرت القضية، وعدد من الحقوقيين، دعوتهم إلى تنصيب جماعة مراكش، بقيادة عمدتها الحالية، فاطمة الزهراء المنصوري، طرفا مطالبا بالحق المدني، للتأكيد على أن المجلس الحالي يريد القطع مع كل الممارسات الماضية، وليوضح أنه جاء لخدمة الصالح العام والقضاء على نهب المال العام.
وخلال الجلسة الماضية، كان القاضي قد وجه عددا من الأسئلة القوية إلى كل من عمدة مراكش السابق ونائبه، بخصوص تبديد أموال عمومية بحجم 28 مليار سنتيم، وهو الشيء الذي أربك يونس بنسليمان بعد محاصرته بوابل من الأسئلة، خاصة تلك المتعلقة بشأن عدد من الصفقات التي أبرمها، والتي كانت مصادر «تيلي ماروك » في وقت سابق قد أكدت على أنها محل شك، بسبب الشركة النائلة لها، والتي كان صاحبها على علاقة وطيدة بالنائب الأول للعمدة السابق ساعتها، بل إنهما كانا يتشاركان في وقت سابق للشركة نفسها.
وبعد توجيهه لسيل من الأسئلة المحرجة، جاء رد النائب الأول لعمدة مراكش السابق: «اسمح لي السيد الرئيس، أنا سوف أشرح لك»، ما جعل قاضي الجلسة يرد بحزم على هذه العبارة بالقول: «آش غادي تشرح ليا.. واش أنا جالس معك فالقهوة؟ لقد سمعت في البداية التهم الموجهة إليك، وأنا أطرح عليك الأسئلة لتجيب عنها فقط». ليعتذر بنسليمان عن قوله مباشرة، ويوضح للمحكمة أنه يعاني من ضغوط نفسية كبيرة، على اعتبار أنه محام قضى أزيد من 20 سنة في هذه المهنة، قبل أن يدخل في نوبة بكاء هستيرية.
وخلال الجلسة ذاتها، كان محمد العربي بلقايد، عمدة عاصمة النخيل السابق، قد تقدم بطلب استدعاء والي جهة مراكش- آسفي المعزول عبد الفتاح البجيوي، غير أن هذا الطلب رفضته النيابة العامة، بسبب أن ما يربط الوالي السابق بهذا الملف عبارة عن رسالة موجهة إلى رئيس المجلس الجماعي المتابع، يطالبه فيها بإنجاز صفقات تفاوضية لأشغال مؤتمر المناخ. فيما قرر رئيس الجلسة إرجاء البت في هذا الطلب إلى وقت لاحق.