علم لدى مصادر موثوق بها، أن مصالح الدرك الملكي بتارودانت تمكنت من إيقاف ثلاثيني متهم بقتل مشغله بمدينة الدار البيضاء، ونقل جثته في برميل إلى أحد الدواوير بمنطقة إغرم ضواحي مدينة تارودانت، عبر حافلة، من أجل دفنه.
وينتظر حسب مصادر «تيلي ماروك »، أن تسلم عناصر الدرك المتهم إلى مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن الدار البيضاء، من أجل استكمال الأبحاث الأولية حول ملابسات الجريمة الخطيرة التي هزت الرأي العام الوطني، نهاية الأسبوع الماضي، في انتظار عرضه على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بغية متابعته بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقرون بالتعذيب وإخفاء جثة.
وضمن معطيات حصرية حصلت عليها الجريدة مرتبطة بتفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبها الظنين، فإن هذا الأخير المزداد سنة 1986 انتقل منذ سنوات إلى مدينة الدار البيضاء، قادما إليها من منطقة ريفية بإقليم تارودانت، من أجل البحث عن عمل، وقد احتضنه الضحية المزداد سنة 1946، وأمن له الشغل والمسكن، حيث سلمه محلا تجارية كبيرا بمنطقة تجارية مهمة وسط العاصمة الاقتصادية، كما احتضنه في بيته الخاص، قبل أن تنشب بينهما مشاكل في الآونة الأخيرة، أنهاها الشاب بجريمة قتل بشعة في حق مشغله، بعد أن أقدم على تصفيته ذبحا باستعمال السلاح الأبيض.
وتفيد المعطيات نفسها بأن المتهم ارتكب جريمته البشعة، قبل عشرة أيام، واحتفظ بجثة مشغله داخل برميل من الحجم الكبير، قبل أن يقرر نقلها إلى دوار أمالو بدائرة إغرم ضواحي مدينة تارودانت، من أجل التخلص منها بالدوار الذي ترعرع فيه، ويخبر مجاله الجغرافي والترابي بشكل جيد.
وضمن التفاصيل المثيرة لهذه الجريمة، كشفت التحريات الأولية التي خضع لها الموقوف، أنه نجح في تمويه مصالح المراقبة بمحطة الحافلات بالدار البيضاء، حيث تمكن من نقل الجثة المخبأة وسط البرميل إلى مدينة تارودانت عبر حافلة لنقل المسافرين، وبعد وصوله إلى محطة المسافرين بتارودانت، استقل ناقلة من نوع «بيكوب» رفقة مواطنين، من أجل الوصول الى الدوار الذي يبعد بعشرات الكيلومترات عن مدينة تارودانت، قبل أن تقع المفاجأة، حيث فطن بعض الركاب المرافقين له عبر السيارة نفسها إلى رائحة كريهة منبعثة من المكان أزكمت أنوفهم، ما دفع سائق العربة إلى التوقف والبحث بمساعدة الركاب عن مصدر الرائحة، في الوقت الذي تسلل المتهم من داخل السيارة ولاذ بالفرار، بعد أن تأكد أن مغامرته الإجرامية انتهت عند مدخل الدوار الذي كان يريد دفن جثة الضحية به. ونجحت السلطات الترابية ومصالح الدرك الملكي في اعتقال الظنين، ساعات قليلة بعد العثور على جثة الضحية داخل البرميل.
وأكدت مصادر محلية أن الواقعة استنفرت كل الأجهزة الترابية والأمنية والقضائية بإقليم تارودانت، حيث جرى التنسيق مع النيابة العامة من أجل فتح تحقيق عاجل حول ملابسات الجريمة، وتم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي، بغية إخضاعها للتشريح العلمي اللازم لصالح البحث، الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بتارودانت، بتنسيق مع محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وفي انتظار أن تكشف التحريات التي باشرتها فرقة خاصة من الشرطة القضائية بولاية أمن الدار البيضاء مع المتهم بعد تسلمه، أول أمس السبت، من مصالح الدرك الملكي بتارودانت، عن أسباب ارتكاب الجريمة وقتل الظنين لمشغله السبعيني، الذي ساعده واحتضنه في بيته لأكثر من سبع سنوات، قبل أن تنشب بينهما نزاعات حادة، سيما بعد أن أعلن الضحية زواجه من سيدة واستقدمها إلى المنزل، تتداول بعض المصادر فرضيات عديدة وراء تنفيذ الجريمة، تتوزع بين الشذوذ الجنسي والسرقة والخلافات المالية.
وينتظر أن تؤكد التحقيقات المنجزة كل الحيثيات المرتبطة بهذه الواقعة المؤلمة، التي خلفت حزنا كبيرا لدى أسرة الضحية، بعد عشرة أيام من البحث عنه وإعلانه مختفيا لدى السلطات الأمنية، في الوقت الذي انخرط المتهم نفسه في مساعي البحث عن المسن السبعيني، الذي اختفى عن الأنظار فجأة، وكان يتظاهر بحسرته وحيرته جراء غياب مشغله وولي نعمته، الذي أنقده من البطالة والضياع بشوارع الدار البيضاء، بعد أن حل بها باحثا عن العمل، قادما من بلدة ريفية ضواحي تارودانت، لم تطأ قدماه ترابها منذ سنوات، قبل أن يقرر العودة إليها مرفوقا بجثة مشغله، التي وضعها في برميل محاولا دفنها بمسقط رأسه.