استنفرت الحالة الوبائية لـ«كوفيد 19»، والانتشار المتزايد لمتحور «أوميكرون» بالمملكة، سلطات مدينة العيون، حيث قام عبد السلام بيكرات، والي جهة العيون- الساقية الحمراء، بزيارة مفاجئة إلى المستشفى الميداني الخاص بمرضى «كوفيد- 19» بالمستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي، لتفقد جاهزية هذا المرفق الصحي تحسبا لأي طارئ.
وبحسب المعطيات، فإن هذه الزيارة التي قام بها والي الجهة، تروم الوقوف عن كثب على مدى جاهزية المستشفى، في ظل تنامي ارتفاع حالات الإصابة بمتحور «أوميكرون»، بعدد من مدن المملكة. وأكد والي الجهة بعين المكان للمدير الجهوي للصحة ومسؤولي المستشفى، على ضرورة رفع حالة التأهب القصوى بالمستشفى الميداني، ووضع كل الأطر الطبية والتمريضية في حالة استنفار قصوى لمواجهة أي خطر محدق، خصوصا في ظل الحديث عن سرعة انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا، وانتقال العدوى. وأوصى والي الجهة الأطر الطبية والإدارية برفع الجاهزية والاستعداد التام لمجابهة هذا الوباء، مشيرا إلى أن السلطات المحلية والأمنية لن تدخر جهدا لعبور هذه المرحلة الحساسة، للحفاظ على مكتسبات الوضعية الوبائية الجيدة بالجهة وتحصينها من أي تهاون.
ووجه والي الجهة على هامش اجتماع للجنة الجهوية للتنمية البشرية، صباح الجمعة الماضي، نداء إلى جميع المسؤولين والمنتخبين وسكان الجهة، لاتخاذ جميع التدابير الاحترازية والوقائية بشكل عاجل ضد متحور «أوميكرون» الجديد، كما أضاف أنه شدد على جميع بواخر الصيد في ميناء العيون بتلقيح جميع البحارة، والالتزام بالتدابير الوقائية في مصيدة الأخطبوط، التي تشهد توافد بحارة كثر يشتغلون في قطاع الصيد البحري، وناشد الجميع التجند والتعاون في المرحلة المقبلة، خوفا من انهيار المنظومة الصحية.
وكان والي الجهة قد افتتح، في أكتوبر الماضي، مستشفى ميدانيا بمدينة العيون مخصص لاستقبال مرضى «كوفيد- 19»، وتخفيف الضغط على المستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي. وبدأ العمل في تشييد هذا المستشفى الميداني منذ الصيف الماضي، عندما كان منحنى الإصابة بالوباء بجهة العيون - الساقية الحمراء في ارتفاع مستمر، الأمر الذي حتم تدخلا عاجلا من أجل التكفل بالحالات المصابة من جهة، ومن جهة أخرى تخفيف الضغط المتزايد والاكتظاظ الذي تعرفه أقسام المستشفى الجهوي، الذي كان يستقبل أحيانا حالات مصابة من أقاليم الجهة الأخرى.
واستنادا إلى المعطيات، فقد كلف إحداث المستشفى الميداني الجديد اعتمادا ماليا يصل إلى 32 مليون درهم، حيث تم تجهيزه بأحدث التجهيزات الطبية والبيوطبية الضرورية، إضافة إلى تثبيت عدد من مولدات الأكسجين به، الأمر الذي سيمكن الأطر الطبية والتمريضية من القيام بالأعمال الموكولة إليها على أكمل وجه.
أما بخصوص طاقته الاستيعابية، فقد حددت في 128 سريرا مجهزا، إضافة إلى 16 سريرا مخصصا للعناية المركزة، مع إمكانية إضافة 16 سريرا آخر إضافيا للعناية المركزة، إذا استدعت الضرورة ذلك، في حالة تطورت الحالة الوبائية إلى الأسوأ.
ويشرف على سير العمل داخل هذه البنية الاستشفائية الجديدة، التي أعطى عبد السلام بيكرات، والي الجهة، انطلاقة العمل بها، حوالي 30 طبيبا، من بينهم 4 أطباء اختصاصيين في التخدير والإنعاش، إضافة إلى 52 ممرضا.