تسبب كلب مسعور في وفاة طفلة بمنطقة الحوز، بعدما نقلت إلى أحد المستشفيات الخاصة بالمدينة الحمراء، حيث هاجمها بشراسة رفقة والدتها، بداية الأسبوع الجاري. وتعرضت الطفلة لعدد من العضات على مستوى الرأس واليدين.
واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «الأخبار»، فقد حاولت الطفلة بعد هجوم الكلب عليهما الدفاع عن أمها، ما جعل الكلب المسعور يهاجمها لوحدها، حيث أغمي عليها، قبل أن يتم نقلها إلى أحد المستشفيات الموجودة بمدينة تحناوت، إلا أن حالتها الصعبة عجلت بنقلها مباشرة مرة أخرى صوب المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث تلقت مجموعة من العلاجات والتدخلات الطبية، غير أن حالتها لم تستقر، خاصة على مستوى العين، وهو ما دفع عائلتها إلى نقلها إلى أحد المستشفيات الخاصة بعاصمة النخيل، إلا أن التدخلات الطبية التي أجريت لها لم تسعفها.
وحسب مجموعة من الدعوات والمطالب التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ما استقته الجريدة من معلومات من عين المكان، فإن الكلب الذي تسبب في وفاة الفتاة، هاجم خلال أسبوع واحد أزيد من 15 شخصا على مستوى جماعة أوريكة بإقليم الحوز المعروفة سياحيا. كما اشتكى السكان من عدم تجاوب السلطات مع ظاهرة الكلاب الضالة بالمنطقة، والتي باتت تشكل رعبا وذعرا كبيرا لدى التلاميذ، سيما في الفترة الصباحية. كما أكد السكان أن الكلاب الضالة تزايد عددها على مستوى الجماعة بشكل يثير المخاوف، وقد تتسبب في حوادث أخرى تكون عواقبها غير محمودة.
وفي هذا الصدد، قال محمد الهروالي، منسق الاتحاد المغربي للحقوق والحريات، إن العديد من الفعاليات الحقوقية والإعلامية سبق وأن سلطت الضوء على خطورة الكلاب الضالة، التي سبق وهاجمت الساكنة والماشية، دون أن تلقى هذه التنبيهات والتحذيرات المتتالية من طرفها آذانا صاغية من قبل السلطات الوصية، رغم ما تشكله هذه الظاهرة من خطورة على الأطفال والتلاميذ والسكان.
واعتبر الهروالي، في تصريح خاص لـ«الأخبار»، أن الحالة الأخيرة تسائل أيضا وزارة الصحة، التي يبدو أنها شبه غائبة بالإقليم، الذي يضطر سكانه للتوجه إلى المستشفى الجامعي بمراكش، مع ما يشكل ذلك من ضغط على العرض الصحي بالإقليم المذكور وما يشكل من اكتظاظ به، ناهيك عن التأخر في تقديم الإسعافات الأولية، حيث أكد في هذا السياق أنه يستغرب توجيه الطفلة الفقيدة إلى المدينة الحمراء، متسائلا رفقة عدد من الحقوقيين عن دور قطاع الصحة بواحدة من أغنى أقاليم المملكة من ناحية الثروات الطبيعية والكثافة السكانية.
وتساءل منسق الاتحاد المغربي للحقوق والحريات عن غياب المستعجلات والتجهيزات الطبية والأدوية والأمصال اللازمة، وقال في هذ الصدد: «إن هذا يعني الغياب التام للمستوى الثاني من العرض الصحي، وبالتالي فإننا نسائل وزير الصحة ومندوبة الصحة بالجهة، إن كانت ساكنة الإقليم لا تستحق العناية اللازمة»، مضيفا أن مثل هذه الحوادث الأليمة تشكل ضربا سافرا للمساواة وحق السكان في العلاج، بل نعتبرها كحقوقيين ومحامين، تشكل تحديا للتوجيهات والخطب الملكية السامية بضرورة النهوض بالعالم القروي والمناطق الجبلية، وتعيق التقدم الملموس الذي أحرزه المغرب في مجالات متعددة.
هذا، وتعتبر هذه هي الحادثة الثانية في ظرف لا يتعدى أسبوعين، إذ تسبب كلب ضال في مقتل شاب بعد مهاجمته في حي المحاميد بمراكش، حيث فارق الحياة بسكتة قلبية تسببت فيها مطاردة الكلب المسعور له.