علمت «تيلي ماروك » من مصدر مطلع أن عناصر الأمن بمدينة مراكش تمكنت، مع بداية الأسبوع الجاري، من الإطاحة بأحد أكبر المطلوبين للعدالة على المستوى الوطني، بسبب عمليات النصب والاحتيال التي كان قد قام بها، قبل أن يتوارى عن الأنظار لمدة تزيد على عام ونصف العام. وجاء إيقاف المتهم إثر مراقبة شاملة لمنزله من قبل عناصر أمنية مدربة دامت لأزيد من أسبوعين، قبل أن يتم اعتقاله.
واستنادا إلى المصدر ذاته، فقد عملت عناصر الأمن من خلال «كوموندو سري وخاص» على اعتقال الظنين (ت. أ)، وذلك بعدما قررت في الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي، مداهمة الفيلا التي كان يستعملها منذ مدة في الاختباء، والتي توجد بمنطقة حي تاركة، إحدى أغنى مناطق المدينة الحمراء، حيث ومباشرة بعد اعتقاله تم اقتياده إلى مقر الفرقة الوطنية بمدينة الدار البيضاء، فيما أجرت الكتيبة الأمنية التي تمكنت من اعتقاله تفتيشا للفيلا، التي كان يتخذها أخيرا محلا للسكن.
وخلال عملية إيقاف المتهم، علمت «تيلي ماروك » من المصدر نفسه، أن زوجة الأخير أقدمت على محاولة الانتحار من أجل محاولة منع الشرطة من اعتقال زوجها، وهو الشيء الذي انبرت إليه العناصر الأمنية التي كانت توجد بالفيلا المذكورة بحزم، قبل أن تقوم بإيقافها هي الأخرى بسبب ردة فعلها القوية والعنيفة، ليتم في ما بعد إحالتها على مصالح الشرطة القضائية بمدينة مراكش، قبل فتح تحقيق معها في كل ما نسب إليها وما قامت به، وذلك بتعليمات من النيابة العامة.
وأفادت مصادر متطابقة للجريدة بأن الظنين الذي جرى اعتقاله، كان موضوع عدد كبير من الشكايات التي تتهمه بالنصب والاحتيال من طرف مجموعة من رجال الأعمال والمال والمقاولين، سواء على مستوى مدينة مراكش أو على مستوى عدد من المدن المغربية. كما كان من ضمن الشكايات التي علمت بها «تيلي ماروك »، شكاية أخيرة تقدم بها أحد المقاولين المعروفين بمراكش، حيث اتهم الأخير بالنصب عليه في مبلغ مالي كبير، وصل إلى حوالي 600 مليون سنتيم، بعد أن أوهمه المتهم المذكور بأن يبيعه إحدى البقع الأرضية التي توجد بأحد أشهر الأحياء بالمدينة الحمراء «شارع عبد الكريم الخطابي».
وفي السياق نفسه، تمكنت العناصر الأمنية بعاصمة النخيل من إيقاف أحد المتهمين بالنصب كذلك، ويبلغ من العمر 47 عاما، حيث كان يحترف انتحال هوية الغير، وادعاء حوادث سير وهمية من أجل الحصول على مبالغ مالية. وكان من ضمن ضحاياه، أحد المواطنين الذي كان يطلب منه الموقوف مساعدته على تحمل تكاليف العلاج، وهو ما جعل الضحية يقوم بتحويل مبالغ مالية وصلت إلى أزيد من 40 مليون سنتيم، ومباشرة بعد اعتقال المتهم، تم الاحتفاظ به تحت تدبير الحراسة النظرية، قبل أن يتم عرضه على أنظار العدالة.
وكانت المصالح الأمنية بمراكش قد تمكنت مع حفل نهاية السنة الماضية، من الإطاحة بامرأة خطيرة تمتهن عمليات النصب وتتفنن فيها، حيث سبق وأن نصبت على عدد كبير من رجال الأعمال والمال، إضافة إلى استهدافها بشكل خاص مقاولين، حيث تم إيقافها بالقرب من المحكمة الابتدائية بالمدينة الحمراء، وذلك على إثر شكاية أخيرة كان قد تقدم بها أحد المقاولين المعروفين داخل مراكش، إذ أكد أن الأخيرة كانت تستعمل عددا من الأساليب للاحتيال، ضمنها تزوير وثائق رسمية، والاعتماد على شبكة منظمة من الأفراد المختلفين تستعين بهم وقت الحاجة، إضافة إلى اعتمادها النصب والاحتيال عن طريق «السماوي».