علمت «تيلي ماروك » من مصادر جيدة الاطلاع، أن عناصر الأمن بالدائرة الخامسة بمدينة مراكش، تمكنت ليلة الأربعاء الماضي من توقيف أحد أكبر المطلوبين للعدالة على المستوى الوطني، بساحة جامع الفنا الشهيرة، حيث كان الأخير موضوع 3 مذكرات بحث وطنية من أجل «إصدار مجموعة كبيرة من الشيكات بدون رصيد والنصب والاحتيال والتزوير»، بعد أن اشتبه فيه رئيس الدائرة الأمنية المذكورة، قبل أن يتم توقيفه.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد كان الأخير ينوي القيام بعدد من الأفعال الإجرامية الأخرى بمدينة مراكش قبل أن يغير وجهته لمدينة أخرى كما دأب على فعل ذلك، كما أنه كان قد تواصل مع عدد من شبان المدينة الحمراء الذين كانوا يدخلون ضمن فئة الضحايا الذين استهدفهم وتواصل معهم وكان ينوي التحصل منهم على مبالغ مالية طائلة من أجل تقديم خدمات وهمية و أخرى متعلقة بالتزوير من أجل تمكينهم من العبور إلى الضفة الشمالية، كما كان يستهدف جلب ضحايا آخرين مفترضين قبل الاختفاء عن المدينة الحمراء بصفة نهائية.
وحسب المعلومات التي وفرتها المصادر نفسها لـ «تيلي ماروك » فقد كان المتهم والذي يبلغ من العمر 35 سنة، يقوم بزيارة لساحة جامع الفنا الشهيرة، قبل أن يشتبه فيه رئيس الدائرة الأمنية الخامسة والعناصر الأمنية الموجودة معه، حيث ظهر على الأخير نوع من الارتباك خاصة وأن العناصر الأمنية كانت قريبة منه كثيرا، فحاول المتهم إخفاء الارتباك الذي ظهر عليه بمحاولة تغيير مساره، وهو ما جعل رئيس الدائرة الأمنية يطالب العناصر الموجودة معه بالتحقق من هوية الأخير، إذ وبعد إخضاعه لإجراء التحقق من الهوية الروتيني تبين أنه من المطلوبين للعدالة ومن المبحوث عنهم وطنيا في عدد من القضايا المتعلقة بالتزوير والنصب.
وكشفت المصادر ذاتها أنه، ومباشرة بعد إيقافه، طلب رئيس الدائرة الأمنية الخامسة بمراكش بإخضاع المشتبه فيه للتفتيش، وهو الأمر الذي كشف عن خيوط جديدة في قضية المتهم المذكور، حيث اتضح أنه يحمل ما لا يقل عن حوالي 30 جواز سفر مزور، وأزيد من 10 أختام مختلفة لشركات ومقاولات معروفة على الصعيد الوطني، وعدد من الشيكات المزورة وعقود عمل وهمية بعدد من الدول الأجنبية، إضافة إلى امتلاكه لمجموعة من رخص مغادرة التراب الوطني المزورة، حيث كان يحمل كل هذه الأوراق داخل حقيبة يدوية من الطراز الرفيع.
وقد أوضحت التحريات الأولية التي تمت مباشرتها مع المشتبه فيه، على أنه «نصاب ومزور خطير» يشتبه في كونه قد تورط في عدد كبير من هذه العمليات التي كان يقوم بها داخل مدن مختلفة بالتراب الوطني، إذ يشتبه في كونه كان ينصب على الشباب الراغبين في الهجرة والعمل خارج المغرب، كما أنه كان ينصب على عدد من المقاولين ورجال الأعمال، وهو ما عجل بإحالته على مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن مراكش من أجل تعميق البحث معه، كما تم وضعه رهن تدبير الحراسة النظرية، بغية عرضه على أنظار النيابة العامة المختصة خلال الأيام المقبلة.