قضت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بمدينة مراكش، يوم الخميس الماضي، بإدانة المتهم «ع.س» الذي هاجم واقتحم حماما خاصا بالنساء على مستوى المدينة العتيقة، بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية نافذة قدرها 500 درهم، حيث كان الأخير قد هاجم حماما شعبيا مباشرة بعدما أخبرته زوجته بدخولها مع مجموعة من النساء في ملاسنات حادة وشجار كبير.
وحسب المعلومات التي توصلت بها «الأخبار» في هذا الصدد، فقد كان المتهم قد فر هاربا بعد مهاجمة الحمام، وبعد شكايات متتالية توصلت بها مصالح الأمن بالدائرة الثانية من طرف عدد من السيدات، استنفرت مصالح الأمن عناصرها من أجل إيقاف المشتبه فيه رفقة صديقه الذي كان معه أثناء الاقتحام، وهو ما مكنها من إلقاء القبض عليه بعد يوم واحد، ليتم تقديمه أمام أنظار النيابة العامة المختصة التي قررت متابعته بتهم «الإخلال العلني بالحياء وحيازة سلاح بدون مبرر مشروع، والتهديد والسب والشتم في حق امرأة».
واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فبعد انتشار الخبر وتداوله بشكل واسع، تقرر مباشرة، وخلال اليوم نفسه الذي تم تقديم المتهم فيه أمام أنظار النيابة العامة، (تقرر) إحالة المشتبه فيه على أول جلسة محاكمة، حيث توبع بالتهم نفسها، فيما كانت الشكايات لا تزال تتقاطر على المصالح الأمنية من طرف سيدات كن في الحمام المذكور خلال اقتحام الجزار المعروف وسط حي «الموقف» له.
ومباشرة بعد النطق بالحكم، تحركت مجموعة من الفعاليات الحقوقية على مستوى مدينة مراكش. وقال محمد الهروالي، منسق جهة مراكش آسفي للمرصد الوطني لمحاربة الرشوة والفساد وحماية المال العام، في تصريح خاص لـ«الأخبار»، إن «الحكم يعتبر جد مخفف نظرا للجرم الذي قام به المشتبه فيه، والذي يعد سابقة من نوعها على مستوى المدينة باقتحام حمام خاص بالنساء مع حمل سلاح أبيض من النوع الكبير، معتبرا أن القضاء يجب أن يتعامل بصرامة عبر إنزال عقوبات مشددة مع مثل هذه الحوادث حتى لا تتكرر مرة أخرى».
وكان حي الموقف الشهير بمنطقة المدينة العتيقة بمدينة مراكش شهد، قبل أسبوعين، اقتحام رجل رفقة شريكه لأحد الحمامات الشعبية الخاصة بالنساء، حيث داهم المكان حاملا سلاحا أبيض من النوع الكبير، مهددا حياة كل الموجودات بالحمام، قبل أن يخرج فارا منه رفقة شريكه، وسط تعالي الصياح بالفضاء المذكور.
وكانت مصادر «الأخبار» أكدت على أن المتهم توجه نحو السيدة التي كانت قد دخلت مع زوجته في خصام وشجار عنيف، حيث حاول طعنها بالسكين في محاولات متكررة، إلا أن الأخيرة احتمت بإناء بلاستيكي للدفاع عن نفسها، قبل أن يقرر الأخير الخروج بشكل مسرع من الحمام، مخافة أن يتم اعتقاله، بعدما قام شريكه بتنبيهه في مرات متتالية إلى ضرورة خروجهما من ذلك المكان، لكي لا يتم إغلاق الحمام عليهما وقدوم الشرطة لإيقافهما.