تمكنت فرقة محاربة العصابات، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، نهاية الأسبوع الماضي، من تفكيك عصابة إجرامية متخصصة في سرقة الأسلاك النحاسية بكميات كبيرة من المدينة الحمراء، حيث كانت هذه العصابة تستهدف عددا من شركات الاتصالات على مستوى الإقليم، إضافة إلى استهدافها لسرقة السيارات الخاصة، وذلك بعد خطة أمنية محكمة قادتها العناصر الأمنية، بتنسيق مع إحدى شركات الاتصال.
واستنادا إلى المعطيات التي تحصلت عليها «الأخبار» في هذا الصدد، فقد تمكنت عناصر الدرك الملكي على مستوى واحة سيدي إبراهيم، القريبة من مدينة مراكش، من إيقاف سبعة أعضاء بشبكة إجرامية متخصصة في سرقة الأسلاك النحاسية وإعادة بيعها، وتتراوح أعمارهم بين 40 و60 سنة، وجميعهم من أصحاب السوابق القضائية التي تتعلق بالسرقات الموصوفة وإخفاء المسروق، ضمنهم من يتحدر من ضواحي المدينة الحمراء، لتكون بذلك هذه العصابة هي الثانية التي تطيح بها فرقة مكافحة العصابات على مستوى «عاصمة النخيل»، خلال مدة أقل من شهر.
ومن خلال ما توصل إليه أفراد الدرك الملكي بعد إجرائهم لتحقيق مواز في هذا الإطار، فقد تبين لهم أن كل الموقوفين كانوا يعملون على سرقة الأسلاك النحاسية بكميات كبيرة، ويقومون ليلا بمجموعة من أحياء مراكش وبمناطق متاخمة لها (تامنصورت، حربيل، ودوار بلعكيد) بحرق الأسلاك، قبل أن يعملوا على تصريفها وبيعها في إطار متسلسل لمتخصصين في اقتناء النحاس. كما مكنت جهود الدرك والشرطة من الحد من كل هذه السرقات المتكررة للعصابة المذكورة، ناهيك عن استرجاع المصالح الأمنية بالمدينة لسيارتين كانتا موضوع شكايتين، حيث تم تسليمهما إلى مالكيهما.
واستنادا إلى المعلومات ذاتها، فقد جاء اعتقال كل أفراد العصابة المذكورة، بعد خلق خلية أمنية من فرقة محاربة العصابات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، بولاية أمن مراكش، حيث انكب عمل الخلية على تتبع ورصد بعض التحركات المشبوهة لعدد كبير من الأشخاص الذين يشتبه بهم في سرقة الأسلاك النحاسية لشركات الاتصالات، على مستوى المدينة والمناطق المحاذية لها.
وبعدها وقفت مجموعة من الأطر المتخصصة من تقنيين وفنيين تعمل بإحدى الشركات الكبرى للاتصالات على المستوى الوطني، على المراقبة التقنية ومد الخلية الأمنية التي خصصتها ولاية أمن المدينة وذلك في إطار عمل مراقباتي بالمقام الأول، بكل المعلومات، حيث مكنت هذه العملية من رصد مجموعة من التحركات التي كانت تقوم بها العصابة المذكورة، خاصة بعد عمليات الحفر التي قامت بها الأخيرة لاستخراج الأسلاك النحاسية، ليتم تحديد مكانها بالضبط، ما مكن فرقة محاربة العصابات من التدخل الفوري والإطاحة بكل أفراد هذا التنظيم العصابي في عملية نوعية.
ومباشرة بعد إيقاف الأظناء، تم تقديم كل أفراد العصابة أمام أنظار النيابة العامة المختصة، حيث قررت الأخيرة وضع الجميع تحت الحراسة النظرية لفائدة البحث، على أن يتم تقديمهم أمام أنظار العدالة.