علمت «تيلي ماروك » من مصادر خاصة أن المديرية العامة للأمن الوطني قامت، بداية الأسبوع الجاري، بإيفاد لجنة مركزية خاصة إلى مدينة مراكش، من أجل مباشرة تحقيقها بشأن قضية تتعلق بغياب متكرر لرجل أمن عن عمله، إضافة إلى عدم أدائه لكل المهام المسندة إليه. فيما كشفت المصادر ذاتها أن اللجنة حلت بعاصمة النخيل مباشرة بعد أن غاب الضابط المذكور عن عمله لمدة طويلة، دون الإدلاء بالوثائق التي تعلل سبب غيابه.
وحسب المعلومات التي توصلت بها الجريدة في هذا السياق، فإن السبب الأول في وجود اللجنة المركزية بمدينة مراكش يعود إلى شكاية رفعت إلى المديرية العامة للأمن الوطني باسم مجهول، تنبه إلى خطورة ما يقوم به الضابط المذكور، حيث أصبح عدد من زملائه يصفونه بـ«الموظف الشبح» خلال الفترة الأخيرة، بسبب غيابه الذي دام لمدة طويلة بصفة متواصلة، كما أن غيابه أثر على مجموعة من الخدمات الأساسية التي ينتظرها المواطنون. فيما أفادت المصادر نفسها بأن تقرير المحققين سيرفع إلى المديرية العامة خلال نهاية الأسبوع الحالي، بعد أن أكملوا كل تفاصيله.
واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن اللجنة المركزية التي تم إيفادها عملت منذ وصولها إلى المدينة على التأكد من كافة المعطيات المشارة في الشكاية، حيث طالبت بالاطلاع على كافة الوثائق المتعلقة بالضابط، إضافة إلى الوثائق المتعلقة بالموظفين المشتغلين بالمنطقة الأمنية نفسها، كما استمعت اللجنة إلى عدد مختار من العاملين بالدائرة الأمنية ذاتها، حيث ساعدت هذه الإفادات في الوقوف على حقيقة الغياب الدائم للضابط، لتقوم بعدها اللجنة بكتابة تقرير شامل عن هذه القضية، ستقوم برفعه إلى عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، لاتخاذ اللازم في حق الموظف المذكور.
هذا وخلال الأسبوع الماضي، قادت المديرية العامة للأمن الوطني حملة داخل مطار مراكش المنارة، حيث تم إعفاء عدد من المسؤولين الأمنيين وصل عددهم إلى سبعة، بمختلف رتبهم ومهامهم داخله، قبيل إعادة افتتاحه من جديد، فيما تم تغيير أمنيين اثنين على مستوى مراكزهما، حيث ترجع أسباب كل هذه الإعفاءات في هذه الفترة بالمطار والتي وصفت بـ«الحساسة»، إلى تقصيرهم في أداء واجبهم المهني.
وكان مصدر خاص من داخل المطار المذكور آنفا، قد أكد لـ«تيلي ماروك » على أن السبب الرئيس في إعفاء كل المسؤولين الأمنيين المذكورين بمختلف رتبهم، جاء بعد شكاية تقدم بها رجل أمن برتبة ضابط ممتاز إلى المديرية العامة للأمن الوطني بقيادة عبد اللطيف الحموشي، حيث اتهم في الشكاية ذاتها كلا من رئيس المنطقة بالمطار ونائبه، إضافة إلى رئيس الدائرة ونائبة وعدد من عناصر الشرطة الآخرين باستعمال الشطط، ناهيك عن ارتكابهم لأخطاء مهنية وتقصيرهم في عملهم، ليتم فتح تحقيق عاجل وصلت من خلاله عناصر الأمن إلى وجود مخالفات بالفعل، كما جاء في الشكاية المرفوعة إلى المديرية العامة للأمن الوطني.