تواصل عناصر الدرك الملكي بإقليم شيشاوة محاربة العصابات المتخصصة في نبش الأضرحة وعدد من الأراضي والمساجد بحثا عن الكنوز المدفونة تحت الأرض، حيث أصبحت هذه العصابات تعتمد تقنيات حديثة لاستخراج هذه الكنوز عوضا عن تلك التقليدية.وعلمت «الأخبار» من مصدر أمني أن عناصر الدرك بمنطقة إمنتانوت قامت برصد عصابة أخرى في هذا المجال منذ ما يقارب اليومين قبل الإطاحة بها متلبسة بجرمها وهي تنبش أرض أحد مساجد المنطقة بحثا عن الكنز.
وأضاف المصدر نفسه أن اثنين من الموقوفين من العصابة المذكورة وعلى غير العادة قدما عبر دراجتين ناريتين مختلفتين حتى لا يقوما بإثارة الشبهات حولهما، فيما كان الفرد الثالث الموقوف قد قدم هو الأول إلى عين المكان عبر النقل العمومي المتاح بالمنطقة بالرغم من امتلاكه لسيارة شخصية، حيث عمد هو الآخر لتجنب كل الشبهات بالمنطقة على اعتبار أن الدوار الذي يوجد به المسجد صغير جدا، فيما لا يزال البحث متواصلا عن باقي المتورطين في هذه العملية والذين كانوا يعملون مع العصابة نفسها.
وزاد المصدر ذاته، أن هذه العصابة هي الثالثة التي تم الإطاحة بها خلال مدة شهرين، حيث تتكون من أكثر من خمسة أفراد، إذ تم إلقاء القبض على ثلاثة منهم متلبسين بالحفر داخل أحد المساجد المعروفة والقديمة بإمنتانوت، وذلك بعدما تتبعت عناصر الدرك الأشخاص المشتبه فيهم منذ البداية، قبل أن تقوم بمحاصرتهم متلبسين بالحفر بأدوات تزاوج بين العصريةوالتقليدية، إذ قاموا بداية بالتسلل إلى المسجد المذكور خفية بعد أن تيقنوا من عدم وجود أي شخص بداخله، ليباشروا عملهم مباشرة خلال ساعات متأخرة من الليل.
وحسب المعلومات التي استقتها الجريدة من عين المكان، فعلى إثر إخبارية منذ ما يقارب الأسبوع تلقتها عناصر الدرك الملكي بالمنطقة من قبل أحد المواطنين، تتبعت عناصر الدرك وفق خطة محكمة كل المشتبه فيهم ليومين متتالين قبل عزمهم على عملية استخراج الكنز من المسجد، حيث أوضحت تحركاتهم على أنهم سيقومون بالدخول خلسة إلى المسجد المذكور أو أحد الأضرحة المشهورة بالمنطقة بعد جلبهم لكل المعدات اللازمة للبحث وللحفر، وهو ما مهدت له عناصر الدرك الملكي قبل مباغتتها للعصابة المذكورة وإلقاء القبض على 3 عناصر منها متلبسين بجرمهم.
ومباشرة بعدها تم اقتياد المشتبه فيهم الثلاثة إلى مركز الدرك الملكي بمنطقة إمنتانوت بإقليم شيشاوة، مع كل الأدوات التي حاولوا استعمالها أثناء دخولهم المسجد، حيث تم الاستماع إليهم بداية في محضر رسمي، قبل أن يتم وضعهم رهن الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، فيما علمت «الأخبار» أنه سيتم تقديمهم أمام أنظار العدالة ابتداء من يوم الخميس المقبل، بعد التحقيقات التي تم إجراؤها معهم منذ بداية الأسبوع الحالي.
هذا، وكانت عناصر الدرك الملكي قد تمكنت قبل أقبل من ثلاثة أسابيع من الإطاحة بأصحاب معامل سرية بإقليم شيشاوة متخصصة في التنقيب عن الذهب وعن المعادن النفيسة، فيما أصبح الإقليم ملاذا لعدد كبير من المنقبين عن الكنوز المدفونة وعن المعادن الثمينة مباشرة بعد حادث عام 2018، عندما تمكنت عناصر الدرك بإمنتانوت من إلقاء القبض على شبكة متورطة في استخراج معدن الذهب بدون ترخيص، وصلت كميته لأزيد من طن.