اتهم عشرات من المواطنات والمواطنين بمدينة مراكش، أول أمس، أحد الموثقين المحلفين المعروفين داخل المدينة بـ «النصب والاحتيال عليهم في مبالغ مالية طائلة قبيل اختفائه وتواريه عن الأنظار منذ مدة طويلة» وعدم تواصله مع كل «ضحاياه المفترضين»، حيث علمت «الأخبار» في هذا الصدد أن عددا من المتضررين قاموا بمراقبة منزله لأيام دون أن يتم رصده والوصول إليه، وهو ما جعل كل ضحاياه يقرون بكون حتى عائلته الصغيرة ولحدود الساعة لا تعلم شيئا عن مكان وجوده.
واستنادا إلى المعلومات التي تحصلت عليها الجريدة في هذا السياق، فقد وصل المبلغ الذي قام الموثق المذكور بأخذه من زبنائه وضحاياه إلى زهاء 3 مليارات سنتيم، حيث قام بالاحتيال والنصب على بعض الزبناء في مبالغ وصلت لما يقارب النصف مليار، وهو ما جعل كل المتضررين يخوضون أول أمس وقفة احتجاجية أمام مقر اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بمدينة مراكش، حيث طالبوا بتدخل السلطات في هذا الملف وإلقاء القبض على المتهم المذكور في أقرب وقت ممكن، واستعادة كل الأموال التي تم النصب عليهم فيها.
وطالب المحتجون الذين توافدوا على مكان الاحتجاج بالعشرات باتخاذ كل الخطوات اللازمة وتعويضهم عن الخسائر المالية الكبيرة التي تعرضوا لها من قبل الموثق المحلف، حيث أكدوا أنهم قاموا بوضع شكايات متتالية لدى السلطات الأمنية منذ مدة، معتبرين أن الأمر يفتح الباب على مصراعيه من جديد بالمدينة الحمراء للنصب على عدد من المواطنين الذين يضعون أموالهم وثقتهم الكبيرة في كل الموثقين الموجودين بالمدينة، خاصة وأن السوابق في هذا الشأن كثيرة ومتعددة.
وبعد الاحتجاج، علم من مصدر خاص، أن عدد الضحايا إلى حدود الساعة يصل لحوالي 40 ضحية، حيث تم الاحتيال عليهم في مبالغ مالية طائلة، أقل مبلغ فيها يتجاوز 30 مليون سنتيم، بينما وصل المبلغ الأقصى حوالي 550 مليون سنتيم، إذ كشف المصدر عينه أن هذا الرقم مرشح للارتفاع، خاصة وأن الموثق المحلف المذكور كان يتعامل مع عدد كبير من المواطنين المغاربة الموجودين بالخارج، والذين من ضمنهم من لم يدخل إلى البلاد منذ سنة وأكثر.
وأضاف المصدر عينه، أن السلطات الأمنية اتخذت عددا من التدابير الاستعجالية منذ تلقيها لشكايات متتالية ضد الشخص نفسه، حيث بادرت إلى إصدار مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حقه، واتخاذها كافة الإجراءات من أجل منعه من الخروج من المغرب، بعدما تأكدت على أنه لم يغادر البلاد إلى حدود الساعة، كما أكد المصدر ذاته أنه تم اتخاذ إجراء وصف بـ «الصارم» وذلك من خلال «التحفظ على كل ممتلكاته»، فيما لاتزال العناصر الأمنية تواصل تحرياتها من أجل توقيفه في أقرب وقت ممكن.
هذا وذكر المحتجون، أن الموثق منذ مدة طويلة وهو يتحجج بفيروس كورونا ومتحوراته، بالرغم من تأكيدهم له أن كل الموثقين بالمدينة يتعاملون مع زبنائهم بالرغم من الجائحة وذلك في ظروف تحترم الوقاية والبروتوكول المعتمد، قبل أن يقرر عدد منهم الدخول إلى مكتبه، وهو ما أجبره بعدها على الاختفاء منذ ذلك الحين، كما أكد المحتجون والضحايا على أن كاتباته لا يزلن يقدمن أعذارا واهية حول اختفائه بالرغم من معرفتهن أنه قام ب»النصب والاحتيال عليهم» وهو ما أدخل عددا من الضحايا في ملاسنات معهن غير ما مرة.