نظم العشرات من سكان منطقة سبت الزينات بقيادة بنقريش بضواحي طنجة، وقفة احتجاجية عشية أول أمس الخميس، احتجاجا على الانفجارات المتعلقة بالمقالع، مطالبين بوقفها لما تشكله من فزع لهم ولأبنائهم، كما ناشدوا ولاية جهة طنجة، بالتدخل العاجل لإلزام أصحاب هذه المقالع بدفاتر تحملات خاصة لهذا الغرض.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بتسوية هذه الوضعية، أو ترحيل هذه المقالع عن جماعتهم، نظرا لما تخلفه من كوارث بيئية على حد قولهم، كما رفعوا شعارات تطالب بالتنمية، خصوصا وأن الاحتجاج تزامن وانعقاد اجتماع بمقر الجماعة، حضره عدد من الفاعلين والمنتخبين والبرلمانيين، حول بعض القضايا التشاركية بالجماعة.
وفي السياق نفسه، أوضح السكان أن أصحاب هذه المقالع أصبحوا يتعاملون معهم بمنطق «المافيا»، على حد تعبيرهم، حيث يمنع منعا كليا الاقتراب من مكانها، إذ عملت شركات تشتغل فيها، على تسييج المحيط، واستعمال المتفجرات بشكل بات لا يحترم المنطقة، حتى أضحى الكل يفكر في مغادرتها، نظرا لما تخلفه من معاناة في صفوفهم، مطالبين المصالح الولائية بالتدخل الآني. وعلى صعيد آخر، ظلت مصالح السلطات المختصة تراقب الأمور عن بعد، دون تسجيل أي تدخل في هذا الجانب.
ومن الشعارات التي رفعها السكان أيضا ربط هذه المقالع بالتنمية، إذ في الوقت الذي تحصل على مداخيل مهمة بشكل سنوي، فإنه بات من الضروري البحث عن صيغ جديدة ودفاتر تحملات من شأنها إخضاع أصحابها للقانون، وتحويل جزء من اقتطاعاتها إلى تنمية الجماعة والتي لا تتوفر حتى على سوق محترم على حد تعبير السكان. وكان السكان، قد وجهوا سيلا من الشكايات، يطالبون فيها برفع الأضرار التي وصفوها بالبالغة التي تصيبهم جراء أشغال مقالع الأحجار التي تنخر المنطقة منذ سنين، كما سجل السكان كثافة الغبار الذي تنبعث من الأشغال بشكل يومي، ناهيك عن التفجيرات المتكررة مما يلحق أضرارا جسيمة بالأشجار والمزروعات والحيوانات وكذا بصحة السكان. كما أكد السكان أن هناك أيضا انجرافا للتربة والحصى والأحجار حين تتهاطل الأمطار، مما يتسبب في إفساد الحقول والمزارع والطرقات، وهو أمر يسبب كذلك متاعب كثيرة كل حين حسب وصف السكان، مطالبين السلطات الولائية بالتدخل لإيجاد حل لهذه الوضعية، في أفق إنهائها نظرا لمخاطرها على البشر والبيئة والحيوان على حد سواء.