لفظت أمواج البحر الهائج، زوال أول أمس الاثنين، زورقا سريعا من نوع «فونتوم» بشاطئ المضيق، ما استنفر جميع السلطات المعنية بالمدينة، التي حضرت بشكل مستعجل لإجراء المعاينة، وربط الاتصال بالنيابة العامة المختصة بتطوان، التي أمرت بفتح تحقيق في الموضوع، لكشف حيثياته وظروفه، وفضلت حجز الزورق المذكور، وإخضاعه للخبرات التقنية الضرورية، ومحاولة الوصول إلى الجهات المالكة.
وحسب مصادر مطلعة، يجري التدقيق في ارتباط الحادث بعملية فاشلة للتهريب الدولي للمخدرات، سيما وأن الشبكات الإجرامية التي تنشط في المجال، تقوم باستغلال فرص هيجان البحر وصعوبات المراقبة في ظل سوء الأحوال الجوية لتنفيذ عمليات تهريب المخدرات، والمغامرة بالإبحار في ظروف خطيرة جدا، تعيق تحرك دوريات المراقبة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن دوريات المراقبة على طول سواحل الشمال وعلى مستوى الشواطىء ضيقت الخناق على عمليات شبكات الاتجار الدولي في المخدرات، حيث تم إجهاض العديد من عمليات التهريب بواسطة الزوارق السريعة والدراجات المائية «جيت سكي»، فضلا عن حجز كميات من المخدرات، وفتح تحقيقات للوصول إلى الجهات المتورطة، مع إصدار مذكرات بحث قضائية في حق مشتبه في تورطهم في عمليات تهريب فاشلة.
وأضافت المصادر ذاتها أن شبكات التهريب الدولي للمخدرات بالشمال أصبحت تقوم بتخزين كميات من المخدرات بالقرب من السواحل، بغابات قريبة أو بالجبال المحيطة، وذلك لضمان السرعة في شحن الرزم المعدة للتهريب بالزوارق السريعة، التي يتم التنسيق معها حول الوقت المناسب، أو استعمال زوارق أخرى من الحجم الصغير.
وتواصل السلطات الأمنية بالشمال التحقيق في عمليات فاشلة للتهريب الدولي للمخدرات، فضلا عن صراعات قوية بين شبكات إجرامية، حول مناطق النفوذ والانطلاق وتخزين رزم مخدرات «الشيرا»، حيث سبق وتسببت اشتباكات وصراعات دموية بمنطقة واد المرسى في انقلاب زورق بعد انطلاقه مباشرة، ولفظ أمواج البحر العديد من رزم المخدرات بشواطىء الفنيدق.