فتحت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي بالنواصر، منذ نهاية الأسبوع الماضي، تحقيقا في غرق شخص داخل بالوعة للمياه العادمة القادمة من محطة التصفية ببرشيد، في اتجاه واد مرزك، حيث كان الضحية يقوم بعملية إدخال أنابيب لجلب المياه العادمة من القناة، وتحويلها صوب الأراضي الفلاحية المجاورة لاستعمالها في السقي.
واستنفر الحادث وقتها السلطات المحلية والدرك الملكي والوقاية المدنية بالنواصر، الذين حلوا بالمكان، حيث تم انتشال جثة الضحية قبل نقلها إلى مستودع الأموات، قصد إخضاعها للتشريح الطبي، فيما عملت السلطات المحلية على توجيه ملاحظات إلى المكتب الوطني للماء، قطاع التطهير ببرشيد، من أجل التعجيل بوضع حد لاستعمال المياه العادمة في عملية السقي.
ويعمل عدد من أصحاب الأراضي الفلاحية بكل من برشيد وأولاد صالح بإقليم النواصر على سقي أراضيهم الفلاحية، باستعمال المياه العادمة القادمة من محطة التصفية ببرشيد، على طول السنة في غياب المراقبة، حيث يعمدون إلى تحويل مجراها لسقي الأراضي الفلاحية، سواء منها المخصصة لزراعة المواد العلفية أو بعض الخضر، وذلك باستعمال مضخات لضخ المياه، وهو واقع اعتبره فلاحو المنطقة ضروريا لسقي الزراعة البورية.
هذه الوضعية المتكررة كل سنة، في غياب أي رادع من الجهات المختصة للحد من هذه الكارثة التي باتت تهدد المنتوجات الغذائية، من خلال لحوم الأبقار والمواشي وكذا الحليب ومشتقاته، نتيجة تناول الأبقار والمواشي تلك الأعلاف المسقية بمئات الأمتار المكعبة من المياه المشبعة بالمواد الكيماوية الخطيرة، أو الناتجة عن تسميد الأراضي الفلاحية من فضلات الدجاج والديك الرومي.
هذا الواقع سبق أن تطرقت إليه «الأخبار» أكثر من مرة، سيما القناة التي تمر بمحاذاة الطريق الإقليمية رقم 3042، بين برشيد وسبت لعسيلات، وكذا الطريق الإقليمية رقم 3011 المؤدية إلى حد السوالم، حيث وقفت الجريدة على حجم الخطر الذي ينتشر على طول قنوات صرف المياه العادمة القادمة من محطة التصفية ببرشيد، في اتجاه واد مرزك بإقليم النواصر، ووجود العشرات من مضخات مياه الري المزودة بمحركات البنزين وقنينات الغاز، يقدم أصحابها على نصبها لضخ المياه العادمة مباشرة من القناة الرئيسية في عملية متواصلة طول النهار، وأمام مرأى الجميع، لسقي الحقول المجاورة، سواء منها الأراضي الزراعية أو المخصصة للماشية مثل الذرة والفصة، وكذا بعض الخضروات الموجهة إلى التسويق والاستهلاك.