حسمت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، مساء أول أمس الخميس، ملف عبد الواحد المراكشي الملقب بـ»سفاح حي الملاح» بالرباط ومن معه من المتورطين والمشاركين في أخطر جريمة قتل هزت العاصمة الرباط خلال العقد الأخير، حيث أصدرت المحكمة أحكاما قضائية جديدة تراوحت بين ثلاث سنوات حبسا نافذا والإعدام.
وضمن تفاصيل الحكم الاستئنافي الذي نطق به رئيس الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية في وقت متأخر من ليلة أول أمس الخميس، تم تأييد حكم الإعدام الصادر ابتدائيا في حق المتهم الرئيسي ولد المراكشية، كما أيدت الهيئة الحكم الصادر في حق شقيقه الأكبر ابتدائيا وهو عشرون سنة سجنا نافذا، فيما أدانت صديق المتهم الرئيسي الذي عاين تفاصيل الجريمة ووثقها بهاتفه النقال بخمس سنوات سجنا نافذا وهي العقوبة السجنية نفسها التي أدين بها ابتدائيا.
وضمن باقي الأحكام التي همت شقيقة المتهم المتابعة في حالة سراح، فقد خفضت الهيئة القضائية الحكم الصادر في حقها ابتدائيا من خمس سنوات سجنا نافذا إلى أربع سنوات حبسا نافذا، وهو التخفيض نفسه الذي استفاد منه متهم آخر توبع في وضعية سراح، بعد أن حوكم هو الآخر بخمس سنوات سجنا نافذا ابتدائيا، كما همت الأحكام الصادرة في الملف، أول أمس، خمسة متهمين آخرين توبعوا في حالة اعتقال، سبق أن وزعت المحكمة عليهم بالتساوي 25 سنة سجنا نافذا، وهم مهاجر مغربي بكندا ابن دبلوماسي سابق وسائق سيارة أجرة بالرباط وحارس أمن خاص بأحد مطاعم الرباط وموظف، وقد أدانتهم الهيئة بأحكام قضائية تراوحت بين ثلاث وأربع سنوات.
وكانت قضية حنان تفجرت بعد تداول فيديو صادم، شهر يوليوز من سنة 2019، وثق مشاهد اغتصاب وحشية بقنينات زجاجية من طرف المتهم بمعية شخص آخر، في حق الضحية التي فارقت الحياة بعد ذلك بأيام قليلة، وتوبع الفاعل الرئيسي في هذه القضية بجرائم تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار، واستعمال وسائل التعذيب، وارتكاب أعمال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، والاحتجاز المرتكب أثناءه تعذيب، وهتك العرض بالعنف، والسكر العلني، واستهلاك الأقراص المخدرة.
وكانت «تيلي ماروك » تابعت تفاصيل هذه المحاكمة المثيرة بغرفة الجنايات الابتدائية، حيث أكد المتهم الرئيسي الثاني في الملف الذي قام بتصوير لقطات التعذيب الوحشية بهاتفه النقال، أنه لم يبادر بالتدخل لإنقاذ «حنان» التي ناشدته أكثر من مرة حسب تسجيل الفيديو، خوفا من بطش ولد المراكشية الذي كان يرعب حي الملاح بأكمله حسب قوله.
وتميزت جلسة المحاكمة التي عرفت حضورا حقوقيا وإعلاميا وازنا، بمرافعات قوية لممثل النيابة العامة أعاد من خلالها سيناريو الفاجعة وتأثيرها على التقدم الذي حققته المملكة المغربية في الالتزام بحقوق المرأة وتقدير النساء، مضيفا أن الجريمة كانت بشعة في حق الشابة حنان، التي تم قتلها بطريقة شنيعة بعد 23 سنة من العلاقة بينهما بدعوى أنها خانته مع شخص آخر حسب معلومة موثقة توصل بها من طرف متهم في هذه القضية، الذي تمت إدانته بخمس سنوات سجنا نافذا، والتمس ممثل النيابة العامة، في تدخله خلال المرحلة الابتدائية، إدانة ولد المراكشية بالإعدام، مع تشديد العقوبة في حق باقي المتورطين كل حسب المنسوب إليه.
وكان دفاع أربعة متهمين بينهم نجل دبلوماسي، أكد أن اعتقال موكليه غير مبرر، بعد متابعتهم بعدم التبليغ عن جريمة، في الوقت الذي تابعوا جزءا من الفيديو كباقي المواطنين عبر تطبيقات الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي، كما نفى الدفاع عن موكليه كل التهم المنسوبة إليهم .
أما المتهم الرئيسي المشهود له بسوابقه القضائية ونوازعه الإجرامية المتعددة، فلم ينف طيلة أطوار المحاكمة التهمة المنسوبة إليه، مؤكدا أنه ارتكب الجريمة تحت تأثير التخدير والسكر المفرطين، كما أشار إلى أنه علم بخيانة الضحية له وهو في السجن، قبل أن يفكر في الانتقام منها .
وكانت مصالح الأمن الوطني تفاعلت مع شريط فيديو انتشر على تطبيق الواتساب، أظهر جريمة اعتداء بشعة تعرضت لها سيدة في الثلاثينات من عمرها، حيث تأكدت أن الأمر يتعلق بواقعة قتل عمد ذهبت ضحيتها سيدة سبق أن عثر عليها وهي تحمل إصابات جسدية خطيرة، بأحد أزقة المدينة العتيقة بالرباط بتاريخ 08 يونيو من سنة 2019، قبل أن توافيها المنية بعد ذلك نتيجة مضاعفات إصاباتها الجسدية، ليتم أيضا إيقاف المشتبه فيه الرئيسي في هذه الجريمة والملقب بولد المراكشية وتقديمه أمام القضاء.