تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة فاس بناءً على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أول أمس الأربعاء، من ضبط 46 شخصا يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال الذبيحة السرية ونقل اللحوم وتخزينها وترويجها في ظروف من شأنها المساس بالصحة العامة.
وأفادت مصادر «تيلي ماروك » بأن هذه الشبكة يتزعمها مستشار بالمجلس الجماعي يشغل منصب نائب رئيس مقاطعة جنان الورد، تمكنت عناصر الشرطة القضائية من توقيفه بمنطقة قروية بجماعة أولاد الطيب بضواحي المدينة، وحسب المصادر، فإن هذا المستشار يملك ضيعة لتسمين الأغنام والأبقار، ويعتبر المزود الرئيسي للعديد من محلات الجزارة والمطاعم باللحوم الحمراء دون أن تخضع للمراقبة من طرف المصالح البيطرية والصحية، وتم الاحتفاظ بهذا المستشار الذي ينتمي إلى حزب في الأغلبية الحكومية، رهن تدابير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة.
وقد تم تنفيذ هذه العملية الأمنية بتنسيق ميداني مع مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وبشكل متزامن داخل أربعة عشر محلا غير مرخص لذبح المواشي بأحياء متفرقة بمدينة فاس، حيث تم حجز كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة بمحلات توجد بأحياء «سهب الورد» و «سيدي بوجيدة» و «بن ذباب» و «عين قادوس».
وقد أسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة في إطار هذه العمليات الأمنية عن ضبط 46 شخصا يشتبه في تورطهم بشكل مباشر في هذا النشاط الإجرامي، وكذا في المشاركة والمساهمة في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، بينما مكنت إجراءات التفتيش من حجز كميات مهمة من اللحوم الحمراء الفاسدة التي كانت موجهة لمحلات الجزارة والمطاعم، علاوة على حجز مجموعة من الأبقار والأغنام التي كانت معدة للذبيحة السرية في المحلات المذكورة.
وقد تم فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن درجة ومستوى تورط كل واحد من المشتبه بهم في هذا النشاط الإجرامي، وكذا توقيف باقي المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية التي تهدد الصحة العامة.