اندلع، مساء أول أمس الثلاثاء،حريق مهول بواحة «إيمي أوكادير» بجماعة فم الحصن التابعة إداريا لعمالة إقليم طاطا.وبحسب مصادر من عين المكان، فقد حولت النيران أشجار النخيل ومساحات شاسعة من المزروعات الكلئية إلى رماد، إذ لم تتم السيطرة على الحريق إلا بعد أن أتى على مساحات كبيرة وخلف خسائر مادية جسيمة.
واستنادا إلى المصادر، فقد اندلع الحريق في ظروف غامضة لم تتكشف بعد، ولم تتكشف معه ألسنة اللهب إلا بعد تصاعد الأدخنة في السماء وامتدادها عبر مئات أشجار النخيل التي تشكل مصدر عيش السكان.وأدى الحريق، الذي استمر إلى حدود ساعات الصباح الموالي، أيضا، إلى إتلاف أزيد من نصف نخيل الواحة، الأمر الذي زاد من معاناة السكان، خصوصا وأنه تزامن مع اقتراب موعد جني التمور. وهب السكان المحليون إلى الواحة لإطفاء الحريق والحد من سرعة اتساعه وانتشاره، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أن محاولاتهم كانت محدودة جدا ولم تعط أكلها على أكمل وجه.
ورغم وجود ثكنة للوقاية المدنية بمنطقة فم الحصن، إلا أنها تفتقر للمعدات والشاحنات الصهريجية والوسائل اللوجستيكيةالكافية لإطفاء الحرائق، الأمر الذي جعل النيران تواصل امتدادها، خصوصا وأنها تزامنت أيضا مع هبوب رياح «شركي» قوية بالمنطقة، ثم انعدام المياه قرب الواحة، إضافة إلى انعدام المسالك والمسارات داخل الواحة لعبور الشاحنات الصهريجية والعربات المحملة بالمياه لإطفاء الحريق، حيث إن صعوبة المرور داخلها ووعورة التضاريس وغياب المسالك الداخلية تعيق التدخل السريع والفعال، الأمر الذي يدفع المتدخلين في الإطفاء للاعتماد على وسائل يدوية خلال التدخلات.
ويعد هذا هو الحريق الرابع بواحات إقليم طاطا خلال موسم الصيف الحالي، ذلك أنه، قبل أيام قليلة، اندلع حريق مماثل بواحة «تمسولت سموكن» بجماعة تمنارت، حيث التهمت النيران مئات أشجارالنخيل بالواحة وحولتها إلى رماد، مخلفة بذلك خسائر مادية جسيمة.
وبحسب مصادر محلية، فإن هذا الحريق امتد على مساحات شاسعة تفوق ستة هكتارات، وأتلف حوالي 1600 شجرة نخيل مثمرة، كما أتلف مزروعات وأشجارا مثمرة أخرى. وقبل ذلك تعرضت الواحة نفسها لحريق مماثل أتلف مساحات شاسعة من النخيل وباقي المزروعات، كما تعرضت لحريق مماثل الصيف الماضي أيضا. وفي بداية موسم الصيف الحالي، تعرضت أيضا واحة«ألوكوم» لحريق مهول، لم تتم السيطرة عليه إلا بعد تدخل كبير من قبل تشكيلات أمنية ومدنية، يتقدمها عامل إقليم طاطا، وقائد الفوج العاشر لحراسة الحدود ومساعده، وقائد سرية الدرك الملكي بطاطا وقائد المركز الترابي الدرك الملكي بفم زكيد ومساعده وخليفة قائد قيادة ألوكوم،فضلا عن رئيسي جماعتي فم زكيدوألوكوم وباشا رئيس دائرة فم زكيد، إضافة إلى عناصر الوقاية المدنية وعناصر الدرك الملكي، والدرك الحربي وأفراد القوات المسلحة الملكية وعناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة. كما اندلع قبل ذلك حريق آخر بواحة أكادير تسينت، خلف خسائر محدودة، بعد تدخلات فعالة.
وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة، من جديد، مطالب توفير وسائل الإطفاء والتصدي للحرائق بمختلف جماعات إقليم طاطا، باعتبارها مناطق تتوفر على واحات ممتدة من أشجار النخيل وباقي المزروعات، ونظرا أيضا لتكرار حوادث الحرائق بشكل مستمر بالمنطقة.