أفادت مصادر مطلعة لـ"الأخبار" بأن تدخلات أمنية مكثفة نفذتها مصالح الدرك الملكي بسرية عين العودة والمراكز الترابية التابعة لها، أسفرت عن اعتقالات بالجملة في صفوف أشخاص روعوا منطقة زعير بالسرقات المشددة واعتراض سبيل المارة بالشارع العام، تحت التهديد بالأسلحة البيضاء، والاتجار في المخدرات والخمور المهربة و"الماحيا" والأقراص المهلوسة.
وأكدت مصادر الجريدة أن الاعتقالات شملت حوالي 28 شخصا وفتاتين في ظرف أسبوع واحد، بينهم عشرة قاصرين. كما همت الاعتقالات التي شارك في تنفيذها كومندو مشترك من سرية عين العودة والمركز القضائي، ومصالح الدرك بالمراكز الترابية التابعة لها بعين العودة وتامسنا وسيدي يحيى زعير وتامسنا، أشخاصا مبحوثا عنهم من طرف الأمن الوطني والدرك الملكي بعمالة الصخيرات تمارة والرباط.
وكشفت المصادر ذاتها أن عناصر الدرك الملكي بعين العودة أحالت، صباح أول أمس، عصابة إجرامية وصفت بالخطيرة على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، تتكون من أربعة أشخاص وفتاة وتتراوح أعمارهم بين 22 و30 سنة، وتجاوب قاضي التحقيق مع ملتمس النيابة العامة بمتابعتهم في وضعية اعتقال، حيث قرر إيداعهم سجن العرجات، بتهمة تكوين عصابة إجرامية من أجل مداهمة منازل الغير ليلا باستعمال مفاتيح مزورة، والسرقة وتنفيذ اعتداءات مسلحة في حق مواطنين.
وذكرت المصادر نفسها أن العصابة الإجرامية روعت محلات تجارية ومنازل وفيلات وإقامات أعيان بمداهمات ليلية باستعمال مفاتيح مزورة، نجمت عنها سرقات بالجملة، ما دفع أصحابها إلى الاستنجاد بمصالح الدرك الملكي، التي نجحت في تفكيك الشبكة الإجرامية في زمن قياسي، حيث تم اعتقال شخصين من ذوي السوابق القضائية، أسفر البحث معهما عن تحديد هويات ثلاثة أشخاص من شركائهما، فيما لا يزال البحث جاريا لإيقاف متهمين آخرين.
وكشفت التحريات الأولية عن تورط العصابة الإجرامية في سرقة منازل وفيلات غير محروسة تعود ملكيتها إلى مهاجرين مغاربة، وحجزت عناصر الدرك لدى التنظيم العصابي العديد من الأسلحة البيضاء والمفاتيح التي كان أفراده يستعملونها في اقتحام المنازل غير المعتمرة المستهدفة، كما تم حجز أموال وحلي وسلع وممتلكات يرجح تحصيلها من عمليات السرقة المنفذة، وقد تم عرضها على بعض الضحايا الذين تعرفوا عليها وأكدوا ملكيتهم لها.
وكشفت مصادر "الأخبار" أيضا، استنادا إلى نتائج البحث التمهيدي، أن متزعم العصابة الإجرامية المزداد سنة 1992 المعروف بعين العودة بنزوعاته الإجرامية وسوابقه القضائية، كان يوزع الأدوار بين مكونات الشبكة بإتقان كبير، خاصة الفتاة التي تم توظيفها في رصد زبناء ومحلات ومواقع خاصة قبل مداهمتها، وينتظر أن تكشف خلال مجريات التحقيق التفصيلي الذي ستخضع له رفقة باقي المعتقلين من طرف قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط عن تفاصيل العمليات الإجرامية، التي شاركت فيها بمنطقة زعير وعين العودة وتمارة.
وارتباطا بالوضع الأمني بالمنطقة، كانت مصالح الدرك الملكي قد أحالت، خلال الأسبوع نفسه، حوالي 25 متهما على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، ينتمون إلى عصابات إجرامية متخصصة في السرقات المشددة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وعن طريق النشل في الشارع العام والأسواق الأسبوعية، والاتجار في المخدرات والخمور وماء مسكر الحياة.
وامتدت التدخلات الأمنية بمراكز سيدي يحيى زعير وتامسنا وعين العودة والمنزه إلى وقت متأخر من الليل، طيلة أيام الأسبوع الماضي، من أجل مواجهة جانحين غادروا أخيرا السجن، وسعوا إلى ترويع المنطقة بتنفيذ عمليات إجرامية خطيرة.