أمرت النيابة العامة المختصة بتطوان، مساء أول أمس الاثنين، الضابطة القضائية المكلفة بمفوضية الأمن بالفنيدق، بفتح تحقيق في العثور على جثة مهاجر إفريقي، وهي معلقة بشجرة بغابة بالقرب من الحدود الوهمية باب سبتة المحتلة، حيث يشتبه في إقدامه على الانتحار، لكنها تبقى فرضية أولى، في انتظار الكشف عن نتائج الأبحاث القضائية الجارية في الموضوع.
وحسب مصادر مطلعة، فقد تم إشعار السلطات الأمنية بالموضوع، قبل أن تتحرك العديد من المصالح المسؤولة إلى عين المكان على وجه السرعة، قصد المعاينة واتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية، كما تم الأمر بحمل الجثة من قبل مصالح الوقاية المدنية، وتوجيهها إلى مصلحة الطب الشرعي بتطوان، من أجل التشريح الطبي، وتحديد أسباب الوفاة بدقة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الجثة التي تم العثور عليها ظهر أنها في بداية التحلل، وتنشر روائح كريهة بالمكان، ما يحيل على أن الوفاة تمت قبل أيام، في انتظار التقارير الطبية التي سيتم إرسالها إلى النيابة العامة المختصة، قصد الاطلاع والدراسة، وإعطاء تعليمات جديدة، في إطار الأبحاث القضائية والمساطر القانونية الجاري بها العمل في مثل هذه الحالات.
ويختار العديد من المهاجرين السريين من دول إفريقية الاستقرار بأدغال الغابات ضواحي منطقة بليونش، والفنيدق، والقصر الصغير، وواد المرسى، وذلك من أجل التحضير لمحاولة الدخول إلى سبتة السليبة، بطرق مختلفة برا وبحرا، فضلا عن التحضير للهجوم على الحدود البرية الوهمية، كما حدث مرات متعددة، وتسبب في فوضى عارمة وإصابات في صفوف المهاجرين والقوات العمومية.
وتواصل القوات العمومية تنفيذ تدخلات متفرقة بالعديد من المناطق المجاورة للحدود الوهمية، وذلك قصد الحيلولة دون وصول مجموعات من المهاجرين السريين إلى منطقتي واد الضاويات وبليونش، فضلا عن تنزيل تدابير أمنية استباقية، لضمان كسر خطط الهجوم الذي سبق واستعملت فيه أسلحة خطيرة والرشق بالحجارة، ما تسبب في إصابات في صفوف القوات العمومية والمهاجرين على حد سواء.