لقي ربان مركب للصيد الساحلي مصرعه يوم أول أمس الأربعاء متأثرا بتداعيات غرق المركب الذي يشرف على قيادته وسط حوض ميناء طانطان.
واستنادا إلى المعطيات، فإن الهالك كان داخل المركب إثر غرق هذا الأخير وسط الميناء، رفقة ميكانيكي يعمل بالمركب ذاته، يواصلان العمل لإصلاح عطب مفاجئ به، غير أن قوة تسرب المياه إلى المركب حالت دون التمكن من إصلاح العطب، حيث بدأ المركب في الغرق، ليتمكن الميكانيكي من إنقاذ نفسه، بعدما قفز من المركب الغارق نحو مركب آخر راسٍ بالقرب منه، لينجو بنفسه، فيما ظل الربان عالقا وسطه، ولم يتمكن من الخروج بسبب وضعيته الصعبة في تلك الأثناء.
وقد تم بعد ذلك التمكن من إخراج الربان من المركب الغارق بعد تدخل من قبل الجهات المتدخلة، ليتم نقله على متن سيارة إسعاف على وجه السرعة نحو المركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بمركز بمدينة طانطان على بعد 23 كيلومتر شمال مدينة الوطية، غير أنه فارق الحياة قبيل وصوله بسبب ابتلاعه كميات كبيرة من المياه، وصعوبة التنفس.
وبحسب المصادر، فإن المركب الغارق كان قد عاد في اليوم نفسه من رحلة صيد، حيث تم إفراغ حمولته والتصريح بها، وبعد ذلك انتقل نحو الرصيف السادس من أجل التزود بالوقود للاستعداد لرحلة أخرى في وقت لاحق، غير أنه بعد العودة من مكان التزود بالوقود اصطدم بالرصيف، الأمر الذي أحدث ثقبا أسفل المركب، فبدأت المياه تتسرب إليه، الأمر الذي دفع بالبحارة العاملين داخله إلى النجاة بأرواحهم بعدما قفزوا نحو مركب محاذ بالحوض بعد وصوله بصعوبة، وما هي إلا لحظات قليلة حتى غرق بالكامل.
وقد استنفر هذا الحادث مختلف الأجهزة المتدخلة بالميناء من درك بحري، وقبطانية الميناء وخافرة الإنقاذ آسا، ومندوبية الصيد البحري والسلطات المحلية، والوقاية المدنية، كما عبّر عدد من المهنيين والبحارة عن أسفهم وحزنهم لما وقع. وفي هذا الصدد أبرز أحد البحارة أن الوصول إلى رصيف التزود بالمحروقات أو المؤن أو العودة منه يعتبر أمرا في غاية الصعوبة، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى احتكاكات بين المراكب والرصيف أو في ما بين المراكب، والذي تنجم عنه أحيانا حوادث خطيرة.
وخلف هذا الحادث حزنا وأسى في صفوف عدد من البحارة والمهنيين، وأعاد النقاش مجددا حول القواعد المعتمدة لضمان سلامة مهنيي الصيد البحري داخل الميناء.