زهران القاسمي شاعر وروائي عُماني، ولد في ولاية دماء والطائيين في سلطنة عُمان عام 1974. من أبرز إصداراته رواية «القناص» الحاصلة على جائزة الإبداع الثقافي من الجمعية العمانية للكتاب والأدباء عام 2015، ورواية (تغريبة القافر) التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية 2023. التقينا به في معرض مسقط للكتاب وأجرينا معه هذا الحوار.
– ليقدم الروائي زهران القاسمي نفسه إلى القارئ المغربي.
+ زهران القاسمي شاعر وروائي من سلطنة عمان. بدأت في كتابة الشعر ونشرت في مجلات أدبية منذ مطلع التسعينات، نشرت أول دواويني الشعرية «أمسكنا الوعل من قرونه» في عام 2006 وبعدها بدأت النشر ديوانا تلو الآخر. لدي تجربة سردية في إعادة كتابة الحكايات القروية على نسق القصة القصيرة، اكتشفت أن هناك مخزونا كبيرا من الحكايات المتوارثة التي تتعلق بالمكان، إذ إن كل قرية تحتوي على المئات من هذه القصص التي لها خصوصية كبيرة وحدثت بتلك القرية أو حيكت على مكان خاص بها. ثم بعد ذلك كتبت رواية «جبل الشوع» ونشرتها في عام 2013، كانت أحداثها بين العصر الحالي وبدايات القرن العشرين، وتتحدث عن التحولات التي طرأت في المنطقة. التجربة الروائية فتحت لي أفقا آخر لأكتشف في داخلي روائيا، ثم كتبت بعد ذلك عدة روايات هي «القناص» و«جوع العسل» و«تغريبة القافر»، كانت كلها تتحدث عن مكان واحد هو القرية العمانية، مع اختلاف في الأفكار والأطروحات التي تتبناها كل رواية.
حتى الآن نشرت عشر مجموعات شعرية ومجموعتين قصصيتين، وأربع روايات، آخرها رواية «تغريبة القافر».
– كيف تنظر إلى الرواية العمانية: نشأتها، تطورها وأهم كتابها؟
هناك تجارب في الرواية العمانية منذ السبعينيات، ويشار إلى أن رواية «ملائكة الجبل الأخضر» لعبد الله الطائي هي أول رواية عمانية، أتت بعد ذلك تجارب روائية لسعود المظفر وأحمد الزبيدي، لكن أعتقد بأن الرواية العمانية بدأت في الظهور والتطور بعد رواية «الطواف حيث الجمر» لبدرية الشحي، كتبت بعدها روايات كثيرة غذت الساحة الثقافية، من أهم كتابها، عبدالعزيز الفارسي، جوخة الحارثي، بشرى خلفان، زهران القاسمي، محمود الرحبي، أحمد الرحبي، ومحمد سيف الرحبي وآخرون.
– روايتك «تغريبة القافر» تتقدم الآن نحو الفوز بجائزة «البوكر» للرواية العربية. قدم للقارئ هذه الرواية.
+ تدور أحداث رواية «تغريبة القافر» في زمن يمر بحالتين، حالة من الخصب وحالة من الجفاف، مكانها إحدى القرى الجبلية التي تعتمد اعتمادا كبيرا، في سيرورة حياتها، على المياه الجوفية التي تغذيها الأمطار بين فترة وأخرى.
تحكي الرواية عن شخصية تخرج في مجتمع منغلق ولديها قدرات يعتبرها البعض خطراً على المجتمع، كانت لدى تلك الشخصية القدرة على سماع الماء في باطن الأرض، لذلك عندما يبدأ الجفاف في التمدد وتموت القرى ولا يبقى للناس ما يشربونه، عندها ينقذ القافر أهل تلك القرية والقرى الأخرى بقدرته على سماع الماء ومعرفة مكامنه في باطن الأرض.
تدور أحداث الرواية في زمن ما قبل عصر التقنيات، في بيئة قروية، تحاول الرواية طرح عدة مواضيع فلسفية واجتماعية ونفسية، حاولت كتابتها بطريقة القص الحكائي القروي، أي كما يحكي القرويون حكاياتهم. والحمد لله لاقت قبولا جيدا مع القراء.
– نشرت روايتك في تونس عن دار مسكلياني، ماذا عن النشر في سلطنة عمان؟
+ في البداية تنقلت كثيرا بين دور النشر العربية منذ بدأت في نشر دواويني الشعرية ومن ثم رواياتي، أعتقد أن معظمها لا تتعامل مع الكاتب بمصداقية في حالة النشر، ولا تروج لكتاباته، وبالتالي يبقى ما نكتبه في طي النسيان، لكن تجربتي مع دار مسكلياني في تونس كانت مختلفة جدا، فهي دار تتبنى العمل الذي تنشره وتحترم الكاتب وتسوق نتاجه ولديها مصداقية كبيرة في حقوق النشر.
في عمان ظهرت، في الآونة الأخيرة، عدة دور نشر جيدة لم تكن لدي تجربة معها حتى الآن، أتمنى أن لا تحذو حذو الكثير من دور النشر الربحية التي تسعى في هضم حقوق الكاتب وأن تكون لديها خطة طويلة المدى في الرسوخ في سوق النشر.
– كيف تنظر إلى النقد الروائي العربي؟
هناك تجارب رائعة في مجال النقد العربي، ولكن هناك أيضا استسهال كبير من قبل بعض النقاد في قراءاتهم النقدية للأدب، وما ألاحظه في الكثير منها أنها ليست سوى قراءات انطباعية في مجملها، والبعض يكتفي بسرد العمل السردي وتوضيح مساره وكأنه يكتب مختصرا عنه. بالمقابل هناك من يفصص العمل ويشتغل على طبقاته ويخرج مكنوناته. لذلك أعتقد أنه حتى الآن ليس لدينا سوى تجارب فردية في مجال النقد تختلف من شخص إلى آخر، ونفتقر إلى مدارس حقيقية عربية مختلفة.
– ما رأيك في الجوائز الأدبية العربية؟
هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في جائزة عربية، في الحقيقة الجوائز العربية لها إيجابيات كثيرة منها الانتشار، فنجد أن الفائز في جائزة ما مثل «البوكر العربية» يفتح له المجال للقراءة والانتشار والترجمة عدا الحافز المادي لبعض هذه الجوائز والذي يعتبر مجزيا أحيانا، لكن الجوائز في حد ذاتها ليست هما بالنسبة لي، هي تجربة وقد أستفيد منها لحظة الفوز في نواحي مختلفة كما قلت.