وجه مرشد سياحي بطنجة سيلا من الشكايات إلى المصالح المختصة بالمدينة والوزارة الوصية، نظرا لما وصفه بتعرضه لتعسفات من قبل مسؤولين عن القطاع بالمدينة. وأكد المعني، ضمن الوثائق المتوفرة، أنه كان يشتغل مرشدا سياحيا بميناء طنجة، بناء على رخصة صادرة عن الوزارة الوصية منذ سنة 2007، والتي لا تزال بحوزته، غير أن المصالح المعنية رفضت تجديدها، أخيرا، بدعوى أنه قدم استقالته من جمعية منظمة لهذا القطاع، وتعتبر الوسيلة الوحيدة للتواصل بين المؤسسات الرسمية ومهنيي القطاع لتفادي العشوائية.
وأكد المرشد المذكور أنه غادر التراب الوطني للاشتغال ببعض الدول، وبسبب جائحة «كورونا» ظل عالقا بالخارج إلى حين فتح الحدود البحرية والجوية، ما جعله يعود إلى التراب الوطني لاستئناف نشاطه، وبالفعل تم تسليمه ورقة التناوب كمنخرط بالجمعية، غير أنه اصطدم، في وقت لاحق، برفض تجديد رخصته في ظروف غامضة، على اعتبار أنه قدم استقالته سابقا من الجمعية ولم يدفع تكاليف الانخراط.
وأورد المعني أنه بادر للتراجع عن استقالته، حيث وجه مراسلة في هذا الشأن إلى السلطات الإدارية المختصة، وذلك حتى يتسنى له أن يعود إلى عمله، الذي يكتسب منه قوت يومه، لكن دون جدوى، ما حذا به إلى التوجه بشكايات في هذا الشأن إلى عدة مؤسسات، لكنه لم يتلق أي رد بخصوص ملفه إلى حدود اللحظة، في وقت يمارس مهامه مرشدا سياحيا لكن بدون انخراط في الجمعية.
ووفق المرشد نفسه، فقد زادت متاعبه مباشرة بعد تعرضه لما وصفه بتهجم لفظي من قبل مسؤول عن القطاع محليا بطنجة، خلال نونبر من السنة الماضية، حين كان بميناء طنجة رفقة سياح أمريكيين، حيث تدخل المسؤول المذكور وطلب منه مغادرة الميناء، وقام بتغييره بمرشد آخر رافق السياح المذكورين، غير أن هؤلاء الأمريكيين رفضوا مرافقة المرشد الجديد بدعوى أنهم كانوا سابقا على اتفاق مع المرشد المشتكي، ليقوموا بعدها بتوقيع وثيقة كدليل بحوزته على تعرضه لاعتداء لفظي من قبل المسؤول، وأنهم أيضا استنكروا هذه الواقعة التي جرت أطوارها أمامهم.
ومن جهة أخرى، ربطت «الأخبار» الاتصال بالمندوبية الإقليمية للسياحة بطنجة، بغرض الكشف عن وجهة نظرها بهذا الخصوص. وفي هذا الإطار، أكد المندوب الإقليمي للسياحة، في اتصال مع الجريدة، أن هذا المرشد تقدم بالفعل بعدة شكايات أمام المندوبية، وقامت مصالحها بالرد عليها، سواء في مراسلات موجهة إلى ولاية الجهة أو وزارة السياحة، مضيفا أن المعني بالأمر كان قد غادر التراب الوطني باتجاه دولة قطر، وبعدما عاد بعد جائحة «كورونا» بدأت تظهر عليه أعراض اضطرابية، وبالتالي تمت دعوته إلى إجراء خبرة طبية حتى يستمر في العمل بشكل صحيح، خاصة وأن مصالح المندوبية مفتوحة أمامه، ولتجديد رخصته تمت مطالبته بالإدلاء بانخراط جمعية مهنية في هذا الإطار، لكنه يرفض ذلك بشكل غامض. وأضاف المندوب أنه شاهده يشتغل بالميناء، لكن إلى حدود اللحظة لم يصدر أي قرار بمنعه.
وفي السياق نفسه، أورد رئيس جمعية مهنية، ينضوي تحت لوائها المرشدون السياحيون بالمدينة، في اتصال مع الجريدة، أن المعني رفض دفع ما بذمته المالية من واجبات الانخراط التي تمتد لسنوات رغم تقديم استقالته من الجمعية. ولتسهيل المأمورية على المعني بالأمر، تم خصم جانب منها، لكنه يرفض أداءها بشكل مستمر، وأكد المسؤول ذاته أنه في الوقت الراهن ما زال المرشد المعني يظهر بالميناء يشتغل ولا أحد يكلمه.