على الرغم من الحملات التي أطلقتها الجماعات الترابية بتطوان والمضيق، طيلة الأسابيع الماضية، من أجل هيكلة وتنظيم قطاع كراء الشقق المفروشة والفيلات، إلا أن السوق السوداء ألهبت أسعار الحجز خلال شهر غشت المقبل، حيث وصل ثمن كراء شقة مفروشة متوسطة المساحة إلى 2500 درهم في اليوم، في حين وصل سعر كراء فيلات فخمة ما بين 2000 درهم و 5000 درهم.
وحسب مصادر الجريدة فإن من أهم أسباب تعثر هيكلة قطاع كراء الشقق والفيلات المفروشة خلال الموسم السياحي، الاستغلال الانتخابوي للملف من قبل بعض المجالس، فضلا عن تهرب ملاك من إقامة عقود أو تسليم وصل الأداء للزبائن، حيث يتم تكليف سماسرة يحترفون التهرب من الكراء القانوني، ويستغلون أوقات الذروة السياحية خلال شهر غشت.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن اعتماد الحملات التحسيسية في فتح المجال أمام تسجيل ملاك الشقق المفروشة أنفسهم بالجماعات الترابية المعنية والتصريح بعدد الشقق وأيام الكراء وعدد الزبائن، لم ينجح ولم يحقق الأهداف المرجوة، ما يمنح مؤشرات واضحة على ضياع مداخيل بالملايين على مجالس جماعية تعاني العجز في الميزانيات والتخبط في مشاكل وإكراهات الديون المتراكمة.
وأضافت المصادر عينها أن بعض السماسرة الذين يحترفون كراء الشقق المفروشة والفيلات الفخمة، يرفضون أحيانا التصوير، ويطلبون من الزبون الاتفاق معهم على الثمن والعربون خارج أي وثيقة إدارية تذكر، كما يستهدفون نوع الزبائن الذين لا يرغبون في أي مشاكل لحساسية عملهم وغير ذلك من التفاصيل.
ويقوم العديد من الأشخاص بشراء شقق سكنية بالسكن الاقتصادي بمدن مرتيل والمضيق وواد لو وغيرها، وذلك لتخصيصها للكراء اليومي في فترة الصيف والعطل المدرسية، خارج أي عقود قانونية أو تحديد السومة الكرائية بشكل ثابت، حيث يخضع الأمر لنظام السوق في العرض والطلب ومدى إقبال السياح والزوار على المنطقة.