أمرت النيابة العامة المختصة بتطوان، مساء أول أمس الخميس، الضابطة القضائية المكلفة بفتح تحقيق موسع في موضوع حريق مهول شب بحافلة للنقل الحضري بالقرب من مدارة الحمامة، حيث أتت ألسنة النيران على محرك وتجهيزات الحافلة بشكل كامل، ولم يتبق منها سوى الهيكل، بسبب المواد القابلة للاشتعال من البلاستيك والصباغة والبنزين وغير ذلك.
وذكر مصدر مطلع أن الشرطة العلمية باشرت البحث في أسباب الحريق الذي شب في الحافلة المذكورة، التي تربط بين مدينتي تطوان ومرتيل، حيث يشتبه في كون الأمر يتعلق بعطب تقني أدى إلى اشتعال الشرارة الأولى، ومن ثم صعوبة السيطرة على النيران التي انتشرت بسرعة، حيث حالت الألطاف الإلهية دون تسجيل خسائر بشرية في صفوف الركاب.
وأضاف المصدر نفسه أن العديد من المسؤولين الكبار في وزارة الداخلية يتتبعون قضية التحقيق في حريق الحافلة وسط مدينة تطوان، باعتبار الأمر يتعلق بشروط السلامة والوقاية من الأخطار، فضلا عن تنزيل بنود دفاتر التحملات الموقعة بين الأطراف المعنية، وضمان جودة خدمات النقل الحضري، في ظل استقبال مدن الشمال آلاف الزوار والسياح بالتزامن مع الزيارة الملكية الميمونة، والعطلة الصيفية، واحتفالات عيد العرش.
وكانت مصالح ولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، بتنسيق مع عمالة تطوان، وتوجيه من وزارة الداخلية في المركز بالرباط، تمكنت من إنقاذ فشل رؤساء جماعات تطوان، والمضيق، والفنيدق، ومرتيل، وأزلا، وواد لو، وزاوية سيدي قاسم، وصدينة، في تدبير أزمة النقل الحضري خلال فترة الصيف والاكتظاظ الذي تشهده منطقة الشمال طيلة الموسم الصيفي، حيث تم العمل قبل أيام قليلة، على ضمان صباغة ووضع الشعارات وانطلاق عمل كافة الحافلات المؤقتة التي تم جلبها لسد الخصاص.
وأكدت مصادر من داخل مجلس تطوان أن الحافلات الجديدة المؤقتة تتوفر على كافة سبل الراحة وعدد كبير من الكراسي، وحالتها الميكانيكية جيدة وتتوفر فيها المعايير المطلوبة، وقد عززت الخطوط الرابطة بين تطوان في اتجاه الفنيدق، والمضيق في اتجاه تطوان، ومرتيل في اتجاه تطوان، وتطوان في اتجاه واد لو وأزلا ومناطق أخرى على الساحل الشمالي، إلى جانب خطوط داخل مدينة تطوان تعرف اكتظاظا وتشهد حركة مكثفة لتنقل الركاب للعمل، أو زيارة الأسواق والمراكز التجارية ووسط المدينة.