عادت درجات الحرارة إلى الارتفاع مرة أخرى، منذرة بخطر الحرائق المتربص بالبلاد طيلة فصل الصيف، وتتوقع الوكالة الوطنية للمياه والغابات خطورة «متوسطة» إلى «قصوى» لاندلاع حرائق الغابات، بعدد من أقاليم المملكة. وبعد تحليل البيانات المتعلقة خصوصا بنوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق، وكذا المحددات المناخية والطبوغرافية للمناطق، رصدت الوكالة خطورة قصوى (المستوى الأحمر) في أقاليم طنجة – أصيلة، شفشاون، تازة، صفرو، إفران، خنيفرة، وجدة – أنكاد، وتارودانت.
كما حذرت الوكالة من خطورة مرتفعة (المستوى البرتقالي) في أقاليم الفحص- أنجرة، تطوان، العرائش، تاونات، الحسيمة، بني ملال، أزيلال، تيزنيت، الحوز، وأكادير إداوتنان. وحددت أيضا خطورة متوسطة (المستوى الأصفر) في أقاليم وزان، بركان، والصويرة. ونبهت السكان المجاورين للمجالات الغابوية، أو العاملين بها، وكذلك المصطافين والزوار إلى توخي الحيطة والحذر وتفادي أي نشاط قد يسبب اندلاع الحريق، داعية إلى إبلاغ السلطات المحلية بسرعة، في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه.
وكان عبد الرحيم هومي، مدير الوكالة الوطنية للمياه والغابات بوزارة الفلاحة، أكد أن الحصيلة الإجمالية المسجلة لحرائق الغابات بالمغرب، منذ بداية سنة 2023 إلى غاية نهاية يونيو الماضي، بلغت 222 حريقا أسفرت عن التهام ما يناهز 3900 هكتار من المساحات الغابوية. موضحا خلال اجتماع لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن بمجلس النواب، بحضور محمد صديقي، وزير الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، أن الأصناف المتضررة تتوزع بين 30 في المائة صنوبريات (أرز، العرعار، صنوبر)، و35 في المائة ورقية (البلوط الأخضر، البلوط الفليني، الأوكالبيتوس)، و35 في المائة مساحة غير مشجرة (أصناف ثانوية، حلفاء وأعشاب).
وأكد هومي أن جميع جهات المملكة تأثرت وإن بنسب متفاوتة بحرائق الغابات، لكن الضغط الأكبر سجل على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث سجل 188 حريقا (38 في المائة)، التهمت 18 ألفا و700 هكتار (82 في المائة)، وشدد على أنه بالنظر إلى المساحات الغابوي يسجل المغرب أدنى معدل للمساحات المتضررة بنسبة (0.04 في المائة)، مشيرا إلى أن المساحة المتضررة من الحرائق بإسبانيا وصلت إلى 290 ألف هكتار، وبلغت 90 ألف هكتار بالبرتغال، و62 ألف هكتار في فرنسا، و47 ألفا و300 هكتار بإيطاليا، و47 ألف هكتار بالجزائر، بينما لا تتعدى بالمغرب 22 ألفا و800 هكتار.