ارتفعت خلال موسم الصيف الحالي حدة الاحتقان والغضب بأكادير، بعد تحول عدد من الشوارع والأزقة والساحات والفضاءات المقابلة لبعض المرافق العمومية والمتاجر إلى مرابد عشوائية يحرسها أشخاص غلاظ، يفرضون إتاوات على المواطنين بالقوة.
وبحسب المعطيات، فإن المرابد العشوائية عرفت تناميا كبيرا جدا خلال هذه الأيام، حيث لا يخلو شارع أو زقاق أو حتى رصيف مقابل لبعض الإدارات العمومية والمتاجر الكبرى من «حراس» عشوائيين يستولون على هذه الفضاءات، ويفرضون «قانونهم» هناك على كل من أراد ركن سيارته، ولو لدقائق معدودة، لقضاء غرض من الأغراض.
ورغم أن جماعة أكادير قد حددت المرابد الرسمية المؤدى عنها واجب ركن السيارات بجل أحياء المدينة، وذلك ضمن صفقات تتعلق بكراء الملك العمومي، إلا أن المرابد العشوائية أضحت أكبر بكثير من تلك المحددة من قبل الجماعة الترابية، وذلك تحت أعين السلطة المحلية وأعوانها والشرطة الإدارية، حيث يجني حراس مبالغ مالية ضخمة دون وجه حق.
وما زاد من حدة الاحتقان داخل المدينة، قيام بعض الحراس ببعض المرابد العشوائية بفرض مبالغ مالية تتجاوز ما هو مقبول، رغم أن الفضاءات التي يوجدون بها ليست مرابد، ذلك أنه أحيانا يطالبون بمبالغ ما بين 10 و30 درهما مقابل ركن السيارات، الأمر الذي لم يستسغه عدد من أرباب السيارات، معتبرين ذلك سرقة موصوفة بالقوة وتحت التهديد، خصوصا وأنه تم تسجيل حالات لاعتداءات بالضرب والسحل والكسر في حق بعض أرباب السيارات، الذين يرفضون أداء إتاوات بالمرابد العشوائية. وقبل أيام قليلة فقط اعتقلت عناصر الشرطة القضائية حارسا لمربد عشوائي، اعتدى على مواطن وتسبب له في كسر في يده.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى الأسبوع الماضي، عندما ركن الضحية سيارته بشارع بحي «صونابا»، غير أنه عندما هم بالمغادرة، تفاجأ بالحارس يطلب منه 30 درهما، الأمر الذي أثار حفيظة صاحب السيارة الذي أفصح له أن حراسة المرابد القانونية لا تتجاوز 3 دراهم ليلا فقط، فيما هذا الفضاء الذي تحول إلى مربد هو في الأصل غير قانوني، فما كان من الحارس إلا أن وجه صفعات إلى صاحب السيارة، واعتدى عليه بالضرب والسحل أمام مرأى ومسمع الحضور. وتوجه المعتدى عليه نحو الدائرة السادسة للشرطة، حيث وضع شكاية في الموضوع، كما انتقل ليلا إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني، حيث خضع لفحوصات طبية، وحصل على شهادة طبية بسبب تعرضه لكسر في إحدى أصابع يده.
وتجري على قدم وساق هذه الأيام عمليات جمع توقيعات عريضة سيتم رفعها إلى والي جهة سوس ماسة، وعامل إقليم أكادير إداوتنان، تستنكر انتشار المرابد العشوائية بالمدينة، والمطالبة بتدخل السلطة بشكل فوري لتحرير الفضاءات العمومية والشوارع والساحات من أصحاب السترات الصفراء العشوائيين.