كاد ميناء طانطان أن يعيش، مساء أول أمس الثلاثاء، كارثة حقيقية بعدما تسربت المياه إلى داخل مركب للصيد الساحلي بالجر، لولا تدخل عناصر الوقاية المدنية، التي أنقذت المركب من غرق محتم في آخر لحظة.
وحسب المعطيات، فإن المركب كان راسيا بأحد الأرصفة بحوض الميناء، إلا أن المياه تسربت إلى داخله، مما جعله مهددا بالغرق، الأمر الذي دفع ربان المركب إلى إخطار قبطانية الميناء بالأمر، فما كان من هذه الأخيرة إلا أن اتصلت بالوقاية المدنية التي تدخلت على الفور، حيث تم إحضار مجموعة من الأجهزة الخاصة بشفط المياه من عمق المركب، وخصوصا من غرفة المحرك.
وفي الوقت الذي تتضارب الأنباء حول الأسباب الحقيقية لهذا التسرب الكبير للمياه إلى المركب، ما بين من يربط ذلك بعدم إغلاق صمامات المياه الموجودة بالمركب، وبين من يربط ذلك بالحالة الميكانيكية لهذا المركب، فإن الواقع يسائل مدى التطبيق الحازم لإجراءات الفحص التقني الدقيق للمراكب، خصوصا بعد تكرار عدد من حوادث تسرب المياه إلى المراكب وغرق بعضها في حوض الميناء.
فقبل أسابيع قليلة فقط تعرض مركب للصيد الساحلي بالخيط للغرق، وسط حوض ميناء طانطان، بعدما عاد بسرعة من رحلة للصيد، إلا أنه بعد وصوله إلى الميناء غرق بشكل كلي، دون أن يخلف الأمر أي خسائر في الأرواح. وحسب المعطيات، فإن هذا المركب الغارق كان في وضعية متدهورة جدا، وحالته الميكانيكية لا تسمح له بالإبحار، رغم أنه قبيل غرقه خضع لعمليات إصلاح، إلا أن حالته التقنية تفصح عن كونه لم يعد صالحا للإبحار. وخلال نهاية شهر دجنبر الماضي كذلك لقي ربان مركب للصيد الساحلي مصرعه، على إثر غرق مركب وسط حوض ميناء طانطان.
وكان الربان المتوفى داخل المركب إثر غرق هذا الأخير وسط الميناء، رفقة ميكانيكي يعمل بالمركب ذاته، يواصلان العمل لإصلاح عطب مفاجئ به، غير أن قوة تسرب المياه إلى المركب حالت دون التمكن من إصلاح العطب، حيث بدأ المركب في الغرق، ليتمكن الميكانيكي من إنقاذ نفسه، بعدما قفز من المركب الغارق نحو مركب آخر راسٍ بالقرب منه، لينجو بنفسه، فيما ظل الربان عالقا وسطه، ولم يتمكن من الخروج، بسبب وضعيته الصعبة في تلك الأثناء.
ويتسبب غرق المراكب وسط حوض الميناء في مشاكل كثيرة ويثير مخاوف كبيرة، ذلك أن هذا الأمر يتسبب في عرقلة حركة الملاحة البحرية، حيث إن المراكب والسفن تخشى أن يلتطم عمقها بهذه المراكب وببقاياها الموجودة في عمق المياه في الحوض، كما أن تسرب الزيوت والكازوال من هذه المراكب يتسبب في تلويث البيئة البحرية.
ويعيد تكرار حوادث غرق مراكب الصيد البحري بميناء طانطان وتعطل عدد منها داخل الحوض، أسئلة عديدة حول فعالية الفحص التقني الدقيق لهذه المراكب، حيث إن بعضها في حالة ميكانيكية متدهورة جدا غير صالح للإبحار بتاتا. ويعتمد الفحص التقني لقوارب ومراكب الصيد من قبل تقنيي شعبة الآلة على عمليات تفتيش دقيقة للمراكب من ناحية صلاحيتها للملاحة، وتوفر معدات السلامة الموجودة بها، والحالة الميكانيكية للمحرك.