أعرب مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن إدانة المملكة المغربية واستنكارها الشديدين إقدام الجيش الإسرائيلي على قصف مخيم يكتظ بأكثر من 100 ألف نازح فلسطيني قرب مدينة رفح، مخلفا سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، وذلك في انتهاك واضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى أن "المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس، إذ تؤكد على أهمية الامتثال لقرار محكمة العدل الدولية، الذي يطالب إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها العسكرية في رفح، فإنها تجدد دعوتها إلى الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، وتوفير الحماية للفلسطينيين وضمان النفاذ الآمن، وبدون عوائق، للمساعدات الإنسانية والإغاثية على نطاق واسع إلى قطاع غزة، عبر جميع المنافذ، بما فيها معبر رفح". وتزايدت بلاغات التنديد والاستنكار باستهداف المدنيين العزل في غزة، حيث دان الأردن بشدة استمرار إسرائيل بارتكاب "جرائم الحرب البشعة" في غزة، إثر قصفها مركزاً للنازحين في رفح في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني، واعتبرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إن ما حصل "تحد صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، وأكد الناطق بإسم الوزارة سفيان القضاة "إدانة المملكة واستنكارها المطلق لهذه الأفعال والجرائم التي تمثل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي (...) وتمثل جرائم حرب على المجتمع الدولي بأكمله التصدي لها ومحاسبة المسؤولين عنها"، وبدورها قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها إن "السعودية تدين استهداف إسرائيل خيام النازحين بالقرب من مخازن الأونروا في رفح". وتعرّضت مناطق مختلفة من رفح ليل الأحد لغارات جوية، وفق شهود، وجاءت الغارات الليلية على رفح بعدما دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب وفي وسط البلاد. وقال الجيش الإسرائيلي إن ثمانية صواريخ على الأقل أطلقت في اتجاه تل أبيب من رفح، موضحا أن "الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت عددا" منها، وقتل أربعون شخصا على الأقل وجرح العشرات، وفق الدفاع المدني في قطاع غزة، في ضربة إسرائيلية الليلة الماضية على مركز للنازحين في مدينة رفح وصفتها حركة حماس والسلطة الفلسطينية بـ"المجزرة"، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مجمّعا لحماس وقتل قياديين من الحركة، متعهدا بفتح تحقيق في الضربة، وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة الاثنين ارتفاع عدد القتلى في الضربة الإسرائيلية الى أربعين، وأفاد في وقت سابق أن مئة ألف شخص نزحوا الى هذه المنطقة. في المقابل، حث مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، تور وينسلاند، الاثنين، على إجراء تحقيق "شامل وشفاف" في الغارة الإسرائيلية على رفح والتي أدت إلى مقتل 45 شخصا على الأقل، وقال وينسلاند في بيان: "أدعو السلطات الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في هذا الحادث، ومحاسبة المسؤولين عن أي مخالفات، واتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين بشكل أفضل"، في الوقت الذي أثارت الغارات ردود فعل غاضبة، حيث أعرب مفوض حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن شعوره بـ"الهلع" الاثنين حيال الضربة الجوية الإسرائيلية على مخيم النازحين في رفح، مطالبا بـ"محاسبة" المسؤولين.