على بعد أسابيع قليلة من امتحانات البكالوريا الإشهارية، عادت الصفحات الخاصة بترويج وسائل الغش في الامتحانات على موقع التواصل الاجتماعي، حيث تروج عدد من الصفحات وسائل إلكترونية من قبيل ما بات يعرف بـ«العدسة»، وهي سماعة أذن بحجم حبة العدس، وهي من أبرز وسائل الغش المستعملة حديثا من لدن التلاميذ والتلميذات خلال الامتحانات الدراسية، ويعود سبب انتشارها بهذا الشكل الكبير إلى اشتغالها بتقنية «البلوتوث»، إضافة إلى تميزها بحجمها الصغير الذي يمكنها من الولوج إلى داخل الأذن، ما يجعل ملاحظتها من طرف المراقبين أمرا مستحيلا، زيادة على بطاقة الاتصال «VIP»، وهي بحجم وشكل البطاقة البنكية وتربط الاتصال بين «العدسة» والهاتف المحمول.
وإلى جانب تلك الوسائل «التقليدية» المستغلة في الغش بالامتحانات، يتم الترويج لساعات إلكترونية كوسيلة للغش في الاختبارات، والتي يتم استعمالها عبر شحنها بالدروس والإجابات المحتملة مسبقا، ثم يتم الاطلاع عليها أثناء الامتحان، ما يمكن مجتازه أو مجتازته من التعرف على الأجوبة الصحيحة بسهولة تامة، كما يتم الترويج لقلم إلكتروني يحتوي على عدسة كاميرا في الأعلى، يستعملها التلاميذ للغش في الاختبارات عبر التقاط صور للأسئلة وبعثها إلى شخص ما بالخارج، ثم تأتي مرحلة استقبال الأجوبة القادمة، وكل ذلك عبر ربط القلم بالهاتف بواسطة تقنية «البلوتوث».
في المقابل، أشارت وزارة التربية الوطنية إلى اتخاذ إجراءات تقنية لمواجهة احتمال انتشار الغش. وأكدت مصادر من الوزارة أن أهم مستجدات هذه الدورة، هو عمل الوزارة على مواصلة اعتماد التكنولوجيا الرقمية لإنتاج وتدبير شهادات الباكالوريا وبيانات النقط الخاصة بالناجحين؛ وتضمين شهادة البكالوريا رقم البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية للمترشح؛ والرفع من مستوى تأمين أوراق التحرير، عبر اعتماد الترميز السري الإلكتروني؛ وتبسيط ورقمنة عملية تسليم مواضيع امتحانات البكالوريا إلى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وتم القيام بعمليات تحسيسية في أوساط المترشحين بالمؤسسات التعليمية، كما تم التنسيق مع السلطات الإقليمية والأمنية من أجل محاربة وزجر الغش بجميع أشكاله ووسائله المادية والإلكترونية.