أثارت مقاطع فيديو مصورة لقرش بأحد الشواطئ مخاوف كبيرة في صفوف مرتادي شاطئ أكادير وزوارها، خصوصا وأن الشريط المصور صاحبته عبارات تفيد بأن أسماك القرش الظاهرة في الصور تعود لشاطئ أكادير.
وخلقت هذه الأشرطة المصورة، التي جرى تداولها بشكل كبير، هلعا وفزعا في صفوف المصطافين ورواد الشاطئ، وأثارت، كذلك، مخاوف لدى كثير من سكان المدينة وزوارها الذين يقبلون بشكل كبير على الشاطئ للاستجمام والسباحة، سيما وأن ذاكرة المصطافين ما تزال تحتفظ بمشاهد مؤلمة لأحد السباحين وهو يلتهمه قرش بشاطئ إحدى الدول البعيدة.
ومنذ انتشار هذه الأشرطة بشكل واسع عبر تطبيقات التراسل الفوري، عاش شاطئ أكادير فراغا ملحوظا، حيث هجره عدد من المصطافين خوفا على حياتهم.
واستنادا إلى المصادر، فإن أحد الفيديوهات، الذي انتشر بين السكان، لحوت كبير وهو يتجول بأحد الشواطئ، لا يمت لشاطئ أكادير بصلة، وأنه شريط فيديو قديم يعود لإحدى الدول، غير أن شخصا أو أشخاصا قاموا بتركيب الفيديو وتضمينه عبارات "عاجل وخطير ظهور أسماك القرش في شاطئ أكادير"، لأسباب غامضة، ما زاد من مخاوف سكان المدينة ومرتادي الشاطئ.
وفي هذا الصدد كشفت جمعية محبي البحر للصيد تحت الماء والمحافظة على البيئة بأكادير أنه، "إثر مجموعة من مقاطع الفيديو المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت كالنار في الهشيم بين مستخدمي هذه التطبيقات، والتي كلها تروج لوجود أسماك القرش بشاطئ أكادير، ونظرا لحالة الهلع والخوف الشديد الذي سببته تلك المقاطع بين مرتادي الشاطئ وزواره، والاتصالات التي توصلت بها الجمعية من طرف مجموعة من المواطنين يستفسرون عن الأمر، وبحكم تجربة الجمعية في المجال، وبعد التحقيق والتأكد من جميع المعطيات والشهود العيان، فإن المقطع الذي يظهر سيدة تم عضها من طرف قرش من ساقها، ليس بالمغرب ولا يمت لشاطئ أكادير بصلة كما تم الترويج له".
أما بخصوص المقطعين الثاني والثالث اللذين يظهران "زعانف لأسماك تظهر حينا وتختفي حينا بشاطئ أكادير، فالمقطع الأول منها هو لمكان بجنب مارينا أكادير، أما المقطع الثاني فهو لمكان قبالة أحد الفنادق المصنفة بشاطئ المدينة، وهي ليست أسماك قرش كما تم الترويج لها، بل هي لنوع من أنواع الدلافين الكبيرة الحجم المسماة دلافين ريسو، والتي يبلغ متوسط طولها 3 أمتار، ومن الممكن أن يبلغ طوله 4.5 أمتار، خصوصا الدلافين المتقدمة في العمر، ويصل وزنها في المتوسط إلى ما بين 400 و500 كلغ. لها رأس يبدو مكعب الشكل وجبهة بارزة تتجاوز الفم".
واستنكرت الجمعية البيئية ذاتها بشدة ما تقوم به بعض الصفحات من نشر مغالطات وأخبار زائفة من شأنها المساس بالأمن العام بهدف استقطاب المشاهدات، خاصة وأن شاطئ أكادير يعتبر الآن وجهة سياحية دولية وجب الحفاظ عليها