تسبب حريق غابوي اندلع بمنطقة الحزام الأخضر بجبل درسة بتطوان، مساء أول أمس السبت، في استنفار السلطات المحلية والإقليمية والوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات وعمال الإنعاش الوطني، حيث تم تجنيد آليات ومعدات للإطفاء وحوالي 200 عنصر لإخماد النيران والحيلولة دون انتشار ألسنة اللهب، وحماية أشجار الصنوبر المحلي التي تساهم بشكل كبير في التوازن البيئي بالمنطقة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن فرق التدخل تمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده، قبل منتصف الليل بقليل، حيث صدرت تعليمات بمواصلة إخماد بؤر الجمر والعمل على تفادي اشتعال النيران من جديد، خاصة مع رياح الغربي التي تهب على المنطقة، وكذا خطر الحشائش اليابسة التي تساهم في انتقال ألسنة اللهب، وتم التحذير من خطرها في اندلاع النيران بسبب عوامل بشرية أو نتيجة ارتفاع الحرارة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن المكان الذي شب فيه الحريق يقع بجبل بالحزام الأخضر يصعب الوصول إليه، حيث استنفرت الوقاية المدنية والمياه والغابات والسلطات المحلية والإقليمية كافة العناصر من أجل التدخل في عمليات الإطفاء، وتسريع تحويط والسيطرة على الحريق في أسرع وقت ممكن، ووقف خطر انتقال النيران إلى غابات كثيفة بالجوار تتميز بها المناطق الشمالية بصفة عامة.
وتسببت الحرائق الغابوية التي سجلت خلال السنوات الماضية على مستوى العرائش والقصر الكبير وتطوان وشفشاون، في تدمير مساحات شاسعة جدا من الغطاء الغابوي، وتضرر العديد من السكان، وهلاك مواشي وحيوانات واحتراق مناطق زراعية، إذ رغم التدخلات التي تم القيام بها لتعويض المتضررين، وإعادة التشجير وتوزيع الأغنام وخلايا النحل ودعم الأعلاف، إلا أن بعض السكان اختاروا الهجرة إلى المدينة، خاصة فئة الشباب، نتيجة الصدمة التي خلفتها تبعات الحرائق المهولة ووصولها إلى مناطق سكنية.
يشار إلى أن السلطات المختصة بجهة طنجة - تطوان - الحسيمة عملت على دعم حراسة المناطق الغابوية من خلال البرنامج الحكومي "أوراش"، حيث يتم التنسيق بين السلطات المحلية المعنية والوقاية المدنية والمياه والغابات، وكذا القوات المسلحة الجوية لتدخل طائرات "كانادير"، من أجل إطفاء الحرائق المهولة التي يصعب التعامل معها برا، أو يكون التعامل معها صعبا، بسبب الرياح وارتفاع درجة الحرارة