يعيش قطاع التربية الوطنية بمستوياته الثلاثة (ابتدائي وإعدادي وتأهيلي) على وقع ارتباك كبير تسبب فيه توقف منظومة "مسار" الخاصة بإدخال نقط التلاميذ. فقد تفاجأ أساتذة التربية الوطنية والأطر التربوية بمؤسسات التعليم العمومي والخاص، بتوقف مفاجئ في منظومة "مسار" الخاصة بإدخال نقط التلاميذ لمختلف المستويات، على مشارف نهاية الدورة الأولى وقبيل أيام معدودات من العطلة بين الفصلين التي ستبدأ من الأحد المقبل إلى الثامن والعشرين من يناير الجاري، حيث بات الأساتذة ملزمين، قبل يومين من تاريخ العطلة، بإدخال نقط جميع المواد وتوفير كشوفات النقط لمنح التلاميذ نتائج امتحانات الدورة الأولى.
وفي هذا السياق، قالت مصادر من داخل وزارة التربية الوطنية إن منظومة "مسار" تعرف توقفا في فترات متفرقة في الوقت الحالي، وإن "التوقف المتكرر للمنظومة حال دون إدخال الأساتذة للنقط المطلوبة في الوقت المحدد، حيث إن عددا من الأساتذة والإداريين يمضون الساعات الطوال في محاولة إدخال النقط إلى المنظومة، لكنهم يجدون صعوبة في الوصول إلى خادم (سيرفر) الموقع الخاص"، تضيف المصادر، مؤكدة، في تصريح لموقع "تيلي ماروك" ، أن "فترة أسبوع التي منحتها الوزارة الوصية للأساتذة من أجل إدخال النقط، والضغط الكبير الذي يتعرض له الموقع الحامل لمنظومة "مسار" تسببا في توقفه، واضطر معه الأساتذة والإداريون إلى تأخير تسليم النقط بعد فشل محاولاتهم المتكررة لإدخالها في المنظومة".
من جانب آخر، استنكر عدد من الأساتذة توقف منظومة "مسار"، وأشار الأساتذة، في تصريحات متفرقة للموقع، إلى أن الوزارة الوصية "لم تعمل على المواكبة والدعم التقني لمنظومة "مسار" حتى تتمكن من استيعاب الكم الهائل من الأساتذة الذين يعملون على إدخال النقط في الوقت نفسه، وهو ما يؤكد ضعف وسوء تقدير الوزارة الوصية لعمل المنظومة ولشعار تحديث الإدارة"، حسب الأساتذة، الذين حملوا وزارة أمزازي مسؤولية تعثر الموسم الدراسي، "لأن الوزارة الوصية تطالبنا بإدخال النقط في وقت وجيز، وهو الأمر الذي يدفعنا إلى القيام بعمل إضافي في وقت تكافئنا باقتطاعات من الأجور بداعي الأجر مقابل العمل"، يضيف الأساتذة الغاضبون، معتبرين أن "مبدأ المعاملة بالمثل يدفعنا إلى وقف إدخال النقط بشكل نهائي إلى حين علاج الوزارة لمشكل المنظومة، غير أن واجبنا المهني ومصلحة التلميذ يلزماننا بالبحث عن حلول لمحاولة إدخال النقط في الوقت المطلوب".