اتهم مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، كبار التجار بتحريك الإضرابات الوطنية الأخيرة التي يخوضها التجار الصغار، رفضا لنظام الفوترة الجديد الذي تضمنه قانون مالية 2019، وقال العلمي إن سر استمرار إضراب التجار رغم الاتفاق الذي جرى بين الحكومة والمنظمات المهنية هو "بعض الناس دخلو فالموضوع وبينهم التجار الكبار باش يخلقو البلبلة ويخوفو التجار الصغار من الضرائب لي غايدفعوها هوما براسهم"، على حد تعبير الوزير، مضيفا في جواب بمجلس النواب عن استمرار إضرابات التجار بسبب الفوترة أنه "خلال الأيام الأخيرة تمت إثارة الضجة، بعد الحديث عن التعريف الموحد وهو لا يعني بأي شكل البقال والتاجر الصغير"، حسب تعبير الوزير.
في السياق ذاته، أكد حفيظ العلمي خلال رده على تساؤلات النواب، أول أمس (الاثنين)، أن الوزارة الوصية قد تدخلت لطي صفحة الاحتقان وأنها عقدت اجتماعات مع التجار وبحضور مديرية الضرائب، حيث تم التأكيد على كون التجار الصغار غير معنيين بموضوع التعريف الموحد "لكن هذه البلبلة غادي تطفا ويفتضح كل شيء"، يشير المتحدث، الذي أوضح أن النصوص التنظيمية لم تخرج بعد إلى الوجود لتطبيق الفاتورة الإلكترونية، وهي الخطوة التي تسبقها مشاورات مع جميع الفرقاء والمعنيين، مؤكدا على أن مشكل التجار في ما يخص الجمارك حل من خلال قبول "الورقة لأجل"، أو أي وثيقة رسمية توضح مصدر البضاعة.
من جانبه، أعلن المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار المهنيين بسلا، عن إلغاء الإضراب العام الذي كان مقررا اليوم الأربعاء بسلا، لانتفاء أسبابه ومبرراته، منوها بجهود المكتب المهني لتمكين المهنيين من كافة مطالبهم الأخرى، التي تهم التغطية الصحية والمنافسة غير الشريفة للمساحات الكبرى والقطاع غير المهيكل. وأضاف المكتب الإقليمي أنه يثمن موقف المجلس الإقليمي للنقابة بسلا، لوقف كل أشكال الاحتجاجات والإضرابات العامة، اليوم الأربعاء، مشيرا إلى أنه "يخلي مسؤوليته ويتبرأ من كل المحاولات، التي تستغل شعار النقابة للترويج لمواصلة التعبئة للإضراب". ويأتي قرار النقابة والقاضي بإلغاء الإضراب العام للتجار في سلا، بعد الإضراب الذي كان قد خاضه تجار الرباط، الأسبوع الماضي، والذي شل الحركة التجارية في عدد من أحياء المدينة.