استهل عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة السابق، لقاءه مع عدد من الصحافيين الذين استدعاهم إلى منزله بحي الليمون بالرباط، من أجل الدفاع عن حصوله على معاش استثنائي بلغ 9 ملايين سنتيم، بالهجوم على الصحافة الوطنية التي تناولت هذا الموضوع، معتبرا أنه تعرض لحملة إعلامية من طرف بعض المنابر الإخبارية، مشيرا إلى أنه يقبل انتقاد الناس بسبب معاشه الاستثنائي، "ولن أقول كلاما ماقابضش"، قبل أن يشرع في مهاجمة الصحافة والجرائد التي نشرت تفاصيل وضعيته المادية.
وأقر بنكيران بانزعاجه من الصحافة التي نبشت في ثروته، عندما كشفت أنه يملك مدارس خصوصية بكل من الرباط وسلا، والتي أكد أنها كانت مسجلة باسمه، قبل أن يفوتها إلى قياديين بحركة التوحيد والإصلاح، عندما أصبح رئيسا للحكومة. وعاد بنكيران إلى النبش في تاريخه وأشار إلى أنه واجه العديد من "الإشاعات"، كان أبرزها اتهامه سنة 1972 بالعمالة وأنه "بوليسي وعميل للبصري ثم لوزير الأوقاف ثم للحسن الثاني"، مضيفا "أنا لست قديسا، وتوقعت انتقاد الناس".
وخصص بنكيران حيزا مهما في ندوته الصحافية للدفاع عن حصوله على معاش استثنائي، وبرر ذلك بقوله إنه لن يرفض "من سيدنا أي شيء، وهم لا يعرفونني، وكان عليهم توقير الملك، وأقول له جازاك الله خيرا". واعتبر أن وضعيته كانت صعبة وقال "وضعيتي لم تعد تتحمل، فراسلت الإخوة في الحزب، قلت لهم عليكم تحمل المصاريف، فخصصوا لي مبلغ 10 آلاف درهم في الشهر، فعلم سيدنا بالموضوع وخصص لي المعاش".
وعاد بنكيران للنبش في ملف وفاة عبد الله باها على سكة القطار بالقرب من "واد الشراط" بنواحي مدينة بوزنيقة، بتشكيكه في ظروف هذه الوفاة التي وصفها بـ"الوفاة الغامضة"، مشيرا إلى أن وفاة رفيق دربه عبد الله باها "موت سياسي، ترافقه الشكوك إلى أن تلقى الله"، مستدركا "لكن الرواية الرسمية قيلت وانتهى الكلام"، مضيفا "أستغرب لحد الآن كيف مات باها، وكيف عشت من بعده إلى اليوم"، وأكد أنه كان يفكر بعد وفاة باها في الخروج من الحكومة والتوقف عن العمل السياسي، معلقا أن "لا أحد طلب مني أن أجلس سي مزوار مكان باها في المجلس الحكومي".
وليست هذه هي المرة الأولى التي يشكك فيها عبد الإله بنكيران في الموت الغامض لعبد الله باها، بحيث سبق له أن ربط حادث الوفاة بالزيارة التي قام بها للمغرب ضاحي خلفان، القائد العام للشرطة والأمن العام في إمارة دبي الإماراتية، وقال بنكيران حينها في لقاء داخلي عقده مع منتدى الأطر والخبراء التابع لحزب العدالة والتنمية، "أنا كندير إشارة لهذاك خلفان، هذاك الغراب المشؤوم ديال الشرق كل مرة كيجيب تغريدة أو شي مصيبة، جا للمغرب سيمانة مات لينا عبد الله باها، ومشى كيقول باللي العدالة والتنمية ستسقط سقوطا مدويا".
واعتبر بنكيران أنه ليس مواطنا عاديا بل هو جزء من التاريخ المغربي، وقال في إطار دفاعه عن حصوله على معاش 9 ملايين سنتيم، "أنا ماشي مواطن عادي واش بغيتوني نبدا ندخل الإدارات ونكاليزي مع المواطنين بشكل عادي"، حسب قول بنكيران الذي هاجم موظفي الجماعات المحلية والإدارات العمومية والمحاكم، وقال إن "الموظفين كانوا كيوقفوا مصالح المواطنين وأنا بفضل الاقتطاع من أجور الموظفين باش رجعوا المواطنين اديروا مصالحهم"، مضيفا "أنا لي وقفت المقاصة فشي مجالات واندمت أنني ما وقفتها فجميع المجالات". كما دافع عن قرار إصلاح التقاعد بالزيادة في نسبة الاقتطاع من أجور الموظفين، وقال "كنت أعتبر أنني لو خرجت من الحكومة دون إصلاح التقاعد فهذا سيكون بالنسبة لي فشلا ذريعا"، كما أقر بمسؤوليته في ارتفاع أسعار الماء والكهرباء.
وبدا بنكيران مرتبكا ومتناقضا في كلامه، عندما عبر عن رغبته في عدم العودة إلى قيادة الحزب، وفي نفس الوقت لوح بالعودة إلى المشهد السياسي، كما هاجم تيار "الاستوزار" الذي أطاح به من الأمانة العامة للحزب، بقوله "أنا كانت كانتواجه مع سي فؤاد لكن الإخوان اختاروا سي الرباح باش اسلك وراه باقي كايسلك"، في ما يظهر أنه خلاف واضح بين بنكيران وعدد من قياديي حزب العدالة والتنمية.