أصبحت العديد من مناطق الدار البيضاء تعيش تحت رحمة الطيور، سواء تعلق الأمر بالحمام أو النوارس، هاته الأخيرة التي تعتبر مؤشرا على الثلوث، لكونها تتجمع، ليس بالشواطئ فقط وإنما حتى داخل المدن بمطارح النفايات وأماكن تجمع القمامة وغيرها. وتحتل هذه الطيور شرفات البنايات وأسطحها وتحلق عاليا قبل أن تحط على الأرض بحثا عما تقتات به.
ويؤكد الأطباء أن استمرار تواجد الطيور في المناطق الحضرية- السكنية، بهذا الشكل يشكل خطورة على الصحة العامة، إذ وجّه أحد الأطباء المتخصصين في أمراض الجهاز التنفسي رسالة إلى والي جهة الدار البيضاء- سطات عبد الكبير زاهود قبل أيام، من أجل تنبيه سلطات الولاية وتحميلها مسؤولية ما يترتب عن هذا الوضع من نتائج.
وأكد الطبيب المختص أن هذه الطيور مسؤولة عن نشر جملة من الأمراض من قبيل الربو، وأمراض الحساسية المختلفة، والسالمونيلا، إضافة إلى مرض يعرف بالمقوسات والذي يصيب الحوامل أكثر ويؤثر على وضعية الأجنة وصحتها، فضلا عن انفلونزا الطيور و"الطوكسوبلازم"، وغيرها.
أضرار صحية، وأخرى مادية أكد الطبيب المختص أن تلك الطيور تتسبب فيها بفعل مخلفاتها ذات الطابع الحمضي، التي تتركها على الإسفلت والشرفات وواجهات البنايات. وأشار إلى أن كل طائر يترك حوالي 12 كيلوغراما من المخلفات في السنة، ودعا إلى اتباع الإجراءات التي نهجتها عدد من الدول والمدن الأوروبية باعتماد تدابير مضبوطة فصد حماية صحة الأشخاص وكذا ضمان نظافة الفضاءات والمرافق، حتى تبقى بعيدة عن التلوث والأوساخ.