ألقت عناصر الشرطة القضائية بطنجة، صباح أول أمس السبت، القبض على قاصر يبلغ من العمر حوالي 17 سنة، يشتبه في ارتكابه مجزرة استهدفت ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في حي سيدي بوزكري الشعبي بمدينة مكناس. وقالت المصادر إن مختلف مصالح الأمن أعلنت عن حالة استنفار لفك لغز الجريمة المرعبة.
ومكنت التحريات الأولية في هذه المجزرة من الوصول إلى الشاب المشتبه فيه، وجرى اعتقاله مختبئا في شقة بحي العرفان في منطقة بوخالف بطنجة، بناء على مذكرة بحث صادرة في حقه، في حين تم نقل جثث الضحايا إلى مستودع الأموات لإجراء تشريح طبي يرتقب أن يساهم في الكشف عن الملابسات المحيطة بارتكاب هذه الجريمة.
وقالت مصادر الموقع إن أحد الأقارب تردد لأكثر من مرة، خلال الأسبوع الماضي، على منزل الضحايا للاطمئنان على أوضاعهم، لكنه كان في كل مرة يصطدم بعدم التجاوب مع طرقاته على باب المنزل، فيما ظلت هواتف الضحايا ترن دون جواب، قبل أن تغلق نهائيا. وفي المرة الأخيرة، قرر أن يخبر السلطات المحلية بالشكوك التي تراوده، خاصة وأن الجيران في حي الوحدة بمنطقة سيدي بوزكري أكدوا أنهم لم يروا لأفراد هذه الأسرة أثرا منذ ما يقرب من أسبوع. وكانت الصدمة عندما داهمت الشرطة المنزل وعثرت على جثث الضحايا في إحدى الغرف، في مرحلة متقدمة من التحلل.
وراجت أخبار في الحي عن أن الوفاة ناجمة عن تسرب غازي، قبل أن تكشف التحريات التي بوشرت في هذه القضية عن حقائق أولية مثيرة. فبتنسيق مع النيابة العامة، أقدمت الشرطة القضائية مؤازرة بالشرطة العلمية على مداهمة المنزل، حيث تم العثور على جثث الثلاثة في مرحلة متقدمة من التحلل، وآثار العنف بادية على الضحايا، ما رجح فرضية تعرضهم لجريمة قتل.
وعبر عدد من شبان الحي عن صدمتهم تجاه هذه المجزرة، وأشاروا إلى أن الشاب المتهم اختفى عن الأنظار منذ أيام، لكنهم لم يكونوا يتوقعون أن تكون لهذا الاختفاء علاقة بجريمة قتل بشعة استهدفت شقيقتين، الأولى تبلغ من العمر قيد حياتها 70 سنة، والثانية حوالي 54 سنة، وذلك بالإضافة إلى ابن إحدى الضحيتين لا يتجاوز سنه 22 سنة.