أشاد صندوق النقد الدولي بالمقاربة المغربية في مواجهة تداعيات فيروس "كورونا" المستجد، مؤكداً قدرة المملكة على التكيف سريعاً مع الأزمة الصحية. وقال جهاد أزعور، رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، إن "المغرب كان أسرع من دول أوروبية في التكيف مع الحاجيات التي تتطلبها مكافحة جائحة كورونا"، مضيفا أن المغرب نجح في تأمين مجموعة من المتطلبات للسوق الأوروبية. وصدّر المغرب، في سابقة هي الأولى من نوعها، حوالي 18.5 ملايين وحدة من كمامات واقية من "كوفيد 19" إلى 11 بلداً، ضمنها خمسة بلدان أوروبية وهي فرنسا والبرتغال وإسبانيا ثم إيطاليا وألمانيا، بالإضافة إلى قرار الملك محمد السادس بمساعدة 15 دولة إفريقية للتصدي للوباء.
وأوضح أزعور، خلال ورشة عمل صحافية افتراضية نظمها صندوق النقد الدولي، أن العديد من البلدان نجحت في تحويل الأزمة ورفع الإنتاجية الوطنية، وشدد على أن المغرب تمكن من مواجهة أزمة "كورونا" بأقل الخسائر مقارنة مع دول أخرى. وأشار رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي إلى أن المغرب تمكن، بعد أسبوع واحد، من سحب ثلاثة مليارات دولار من خط ائتمان مخصص له بموجب اتفاق أبرمه مع صندوق النقد الدولي منذ سنوات؛ وذلك لمواجهة تداعيات الأزمة الناتجة عن وباء فيروس كورونا المستجد.
وأشاد المتحدث ذاته بتعاون صندوق النقد والمغرب منذ سنة 2012، مشيرا إلى أن تجربة ثماني سنوات مكنت المملكة من تطوير اقتصادها وتعزيز استقرارها الاقتصادي، إضافة إلى رفع قدرة المغرب الاقتصادية. وأثنى المسؤول بصندوق النقد الدولي على الإجراءات التي اتخذها بنك المغرب بخفض سعر الفائدة الرئيسي مرة ثانية بواقع 50 نقطة أساس ليصل إلى 1.5 في المائة؛ وذلك بعد تخفيض سعر الفائدة بواقع 25 نقطة، في مارس الماضي مع بداية "كورونا". جهاد أزعور أوضح أن تدابير البنك المركزي المغربي تشبه تلك التي اتخذت من قبل دول أخرى، وهي مطلوبة لدعم القطاعات المنتجة وتسريع العجلة الاقتصادية في البلاد.