كثرة المنسجات هو أحد الأمراض النادرة التي تصيب الأطفال،وهو عبارة عن تكاثر سريع للخلايا البلعمية وهي الخلايا التابعة للجهاز المناعي، وتنقسم الخلايا البلعمية إلى مجموعة من الخلايا التي تضم الوحيدات، اليوزينيات،وخلايا تغصنية، في حالة تواجدها في الجسم بشكل طبيعي فهي تقوم بالدور المنوط بها، لكن عندما تتكاثر بشكل كبير فإنها تؤدي للإصابة بالمرض.
وينقسم مرض تكاثر المنسجات إلى ثلاثة أقسام أولهما يسمى كثرة المنسجات اللانجرهانسية، وهو النوع النادر، ويحدث هذا النوع عند تكاثر الخلايا من النوع اللانجرهانس وهي نوع من الخلايا البلعمية الموجودة في الجلد، أما ثاني نوع هو متلازمة البلعمة والتي غالبا ما تحدث بسبب عامل معين، أما النوع الثالث،هو كثرة المنسجات الخبيثة.
وتظهر أعراض المرض إما على شكل ورم حبيبي وتظهر على الأطفال في عمر المدرسة بعض الإصابات إما في العظم أو في العقد اللمفاوية أو الرئتين، كما قد تظهر عليهم نوع آخر من المرض ويسمى متلازمة هاند شيلر كريستيان ويتميز بظهور الإصابة بالعظام والأنسجة الرخوة وهي عادة ما تصيب الأطفال الأصغر سنا وهناك شكل آخر يسمى متلازمة ليتررسيوه والتي تصيب الأطفال في عمر الرضاعة وتظهر الإصابة في الأنسجة الرخوة دون العظام.
مرض كثرة المنسجات من الأمراض النادرة الحدوث، لكن أسباب الإصابة به غير واضحة لحد الآن، ويعتبر في بعض الحالات من الأمراض الخبيثة، وبالرغم من أنه ليس سرطانا، إلا أن بروتوكول العلاج يتشابه مع بروتوكول علاج مرض السرطان، ويعالجه نفس الأطباء المختصين في علاج مرض السرطان، وكما السرطان ففي حالة كان المرض يتواجد في عضو واحد كالعظم مثلا فإن نسب الشفاء تكون مرتفعة، لكن في حالة كان المرض منتشرا في أكثر من عضو فإن نسب الشفاء تتقلص.
في حالة الإصابة بمرض كثرة المنسجات، فإن المرض قد يظهر على الهيكل العظمي والذي يشمل إما الجمجمة أو العظام الطويلة أو العمود الفقري، وعادة ما يصاحب المرض الشعور بالألم الحاد مع وجود تورمات، مع الشعور بنقص في منطقة الإصابة، وفي حالة إصابة مكان ما في
العظم فقد يتعرض هذا العضم للكسر،وعادة ما يرافق المرض الإصابة بالتهاب في الجلد أو الطفح الجلدي، كما يصاب المرضى بتضخم في العقد اللمفاوية، كما قد يتضرر الكبد والطحال من المرض.
من أجل الكشف الصحيح على المرض يتم أخذ خزعة من مكان الإصابة وتحليلها في المختبر، للجزم بالإصابة بكثرة المنسجات،ويتم اخضاع المريض للعلاج الذي يخضع له المرضى المصابين بالسرطان، إذ يتم وصف الأدوية المضادة للسرطان وفي بعض الحالات قد يتم الخضوع للأشعة لعلاج المرض.