يتساءل العديد من الآباء والأمهات عن كيفية حماية أبنائهم من الاجتياح الهائل لمواقع التواصل الاجتماعي، الذي يعرض الأطفال لمجموعة من المخاطر التي تؤثر على صحتهم النفسية ونموهم العقلي بشكل كبير. سوف نقدم لكم في عدد هذا الأسبوع من «دليل الصحة النفسية» نصائح لخبراء من أجل حماية الأطفال من مخاطر «السوشيال ميديا».
إعداد: أميمة سليم
++++++++++++
هكذا تحمي طفلك من شبكات التواصل الاجتماعي
اهتم علماء النفس التنموي بكيفية تأثير الآباء على نمو الطفل. ومع ذلك، يصعب كثيرا العثور على السبب والنتيجة الفعلية بين الإجراءات المحددة للوالدين والسلوك اللاحق للأطفال.
ويمكن لبعض الأطفال الذين تربوا في بيئات مختلفة بشكل كبير أن يكبروا في ما بعد لتصبح لديهم شخصيات متشابهة بشكل ملحوظ.
وعلى العكس من ذلك، يمكن للأطفال الذين يتشاركون في المنزل وترعرعوا في نفس البيئة أن يكبروا لتصبح لديهم شخصيات مختلفة تماما.
ورغم هذه التحديات، افترض الباحثون أن هناك روابط بين أنماط الأبوة والأمومة وبين تأثير هذه الأساليب على السلوكيات الحالية والمستقبلية للأطفال.
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ويتم الوصول إلى الإنترنت من قبل الأطفال في سن مبكرة جدا. لا يمكن أن يساعد ذلك على فهم التأثير عليهم بطرق مهمة، بينما نحن كمجتمع نميل إلى التركيز على الآثار السلبية على الأطفال، نستكشف هنا أيضا الآثار الإيجابية المختلفة وكيفية تعزيز هذه الفوائد مع تقليل النتائج المحتملة غير المرغوب فيها.
«الإنترنت» يعتبر سلاح ذو حدين، وخاصة تلك المواقع التي يقضي أطفالنا عليها ساعات طويلة، ليتعرفوا من خلالها على الثقافات المختلفة، والتي من الممكن أن تتحول لأكبر خطر إذا لم ينالوا منا كل التركيز والمتابعة.
وتسبب مواقع «السوشيال ميديا» أضرارا على مستخدميها من الأطفال وفقا للدراسات والأبحاث، مثل قلة الاستيعاب والتركيز، الميل للعزلة، إدمان التواجد على هذه المواقع، فقدان مهارات الكتابة، إعاقة التواصل عبر العالم الحقيقي، وانتشار الآراء الخاطئة أحيانا التي تؤثر بالسلب على تكوين عقلية الطفل.
-لا تسمحي لطفلك باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي قبل عمر 13 عاما
-عند بلوغ الطفل السن المناسب، تعرفي على المواقع التي يتصفحها طفلك.
-ضعي عدد ساعات معينة لاستخدام هذه المواقع حتى لا تصير إدمانًا.
-إلزام الأطفال بتمضية وقت خاص بالعائلة دون أجهزة لوحية أو هواتف.
-خلق لغة الصداقة والحوار الدائم بالمنزل.
-اطلبي من طفلك تعليمك كل جديد يستخدمه لتعرفي إلى أين وصلت مهاراته.
-توعية الطفل بما قد يواجهه أثناء تعامله مع تلك المواقع.
طرق لحماية طفلك
أصبحت الشبكات الاجتماعية الآن جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. يميل الكبار إلى استخدامها كل يوم والشباب يدخلونها في وقت مبكر جدا. علاوة على ذلك، يتمتع الأطفال بوجود رقمي في بعض الأحيان حتى قبل ولادتهم. ملاحظة تثير القلق أحيانا وتثير بعض الأسئلة. هذا هو السبب في أنه من الضروري الإشراف بشكل صحيح على الأطفال عندما يمهدون لاستخدام الشبكات الاجتماعية بأنفسهم من أجل حمايتهم قدر الإمكان.
-لا تعرض صورهم بنفسك
حتى لو كانت الشبكات الاجتماعية اليوم جزءا من الحياة اليومية لمعظم الناس، إلا أن البالغين هم المعنيون من حيث المبدأ فقط. يميل العديد من الآباء إلى عرض أطفالهم بوضوح شديد في هذه التطبيقات، سواء كانت هويتهم أو حتى وجوههم. وراء هذه الرغبة في إظهار أكبر فخر للعالم بأسره، هناك مشكلة حقيقية تتعلق بحقوق الصور. يجب ألا يمس استخدامك للشبكات الاجتماعية بأي حال من الأحوال صور أطفالك. لذلك يجب أن تدعهم يتحكمون في هذا في اليوم الذي يكونون فيه مسؤولين بدرجة كافية لإدراك العواقب التي قد تترتب على ذلك.
-اشرح الانحرافات والأشياء التي لا ينبغي فعلها
قبل منح طفلك إمكانية الولوج إلى الشبكات الاجتماعية، يجب أن تجري محادثة صريحة حول هذا الموضوع حتى يعرف الانتهاكات الموجودة على هذا النوع من المنصات. يمكن للشباب أن يكونوا ساذجين بعض الشيء في مواجهة كل هذا ولا يدركون بالضرورة عواقب بعض أفعالهم. وهذا يشمل عدم مشاركة المعلومات الشخصية أو الصور مع الغرباء.
-تحقق من إعدادات الخصوصية
إذا كنت تريد أن يستمتع طفلك بوسائل التواصل الاجتماعي بأمان، فيجب أن تراقب عن كثب استخدامها. بفضل إعدادات السرية، ستتمكن من تخويل هذا الشخص أو ذاك لرؤية حسابه الشخصي. من حيث المبدأ، يجب ألا يكون لدى الطفل الذي يستخدم الشبكات الاجتماعية سوى الأصدقاء المقربين وأفراد الأسرة الذين يمكنهم الوصول إلى معلوماتهم الشخصية. لذلك يجب أن يكون لديك ولوج منهجي إلى كل هذا من أجل تجنب الانتهاكات.
-تعرف على كيفية الإبلاغ عن محتوى مشكوك فيه
من المحتمل أن يكون طفلك مستخدما مستقبليا للشبكات الاجتماعية. فقط للسماح للجميع بالوصول إلى محتوى عالي الجودة، من الضروري أن يتصرف جميع المستخدمين من أجل الإبلاغ عن المحتويات غير المرغوب فيها. لذلك تحتاج إلى تعليم أطفالك أن يبلغوا عن أي شيء قد يبدو في غير محله أو مخيفا أو خطيرا بالنسبة لهم.
-ادعُ للحوار
من الضروري بناء علاقة ثقة مع طفلك حتى يتمكن من التوجه إليك في حالة حدوث مشكلة. للأسف، يعد التنمر عبر الإنترنت ظاهرة شائعة جدا يمكن أن تؤدي إلى أسوأ الانتهاكات. لذلك يجب أن يعرف الأطفال أنه يمكنهم الوثوق بوالديهم إذا شعروا بالخطر أو إذا كان لديهم شعور بأنهم أساؤوا استخدام الشبكات الاجتماعية.
نصائح لولوج آمن لمواقع التواصل الاجتماعي من قبل طفلك
التنمر والأخبار الزائفة والمحتوى غير اللائق ... كيف نحمي الأطفال من مخاطر الشبكات الاجتماعية؟ بمناسبة يوم أمان الإنترنت، تشارك ميشيل جيلبرت مديرة الاتصالات في «فيسبوك فرنسا» وأم لأربعة أطفال، نصائحها حول كيفية الاستفادة من ثراء هذه الأدوات الافتراضية بأمان تام.
في سن 14 عامًا، تم تسجيل 87٪ من الأطفال في شبكة اجتماعية واحدة على الأقل، وفقًا لإحصائيات «ستاتيستا»، أرقام غير مفاجئة، عندما نعلم أن هذه المنصات تسمح لهم بالتواصل، والاطلاع، وتأكيد أنفسهم، وبالتالي فهي جزء لا يتجزأ من حياتهم الاجتماعية. بيد أن مخاطر الشبكات الاجتماعية ليس بالأمر الهين ومن الضروري تسليح الأطفال بشكل صحيح في مواجهة هذه المخاطر. في ما يلي المفاتيح لمساعدتهم على استخدام هذه الأدوات بأمان.
-لا تجعل وسائل التواصل الاجتماعي موضوعا محظورًا
يمكن للشبكات الاجتماعية أن تخيف الآباء لأنهم ليسوا على علم بها، أو أنهم لم يكبروا معها أو لا يعرفون رموزها. هذا ليس سببا لجعله موضوعًا محظورًا مع أطفالهم! لحمايتهم بشكل جيد، من الضروري على العكس التحدث عن هذه المواقع بطريقة منفتحة للغاية.
الهدف؟ أن يكون لدى الأطفال مفاتيح استخدام الشبكات الاجتماعية بشكل جيد وأنهم يشعرون بالثقة الكافية لسؤال والديهم عما إذا كانوا يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت، أو إذا صادفوا محتوى غير لائق أو إذا وجدوا أنفسهم في مواجهة أخبار مزيفة.
لا ينبغي أن تكون الشبكات الاجتماعية موضع نزاع، بل وسيلة لتقوية الترابط داخل الأسرة!
-التدريب على استخدام الشبكات الاجتماعية
لمساعدة الصغار على استخدام الشبكات الاجتماعية بشكل صحيح، يجب على الآباء أولا وقبل كل شيء تدريب أنفسهم على استخدامها. خطوة أساسية لفهم كل القضايا!
يمكن إجراء هذا التعلم بشكل مستقل، بمساعدة شخص ثالث مطلع على هذه القضايا ، أو من خلال الرجوع إلى الكتيبات والمصادر التي توفرها مجموعة «فيسبوك» ، على سبيل المثال. من الضروري أيضا مواكبة أخبار الشبكات الاجتماعية، لأنها تتطور باستمرار.
-كن المثال الجيد
ليس سراً أن الأطفال يميلون إلى تقليد ما يفعله آباؤهم. وبالتالي فإن دور الأخير هو أن يظهر لهم مثالا جيدًا، من خلال تعليمهم الاحترام والكرم، وهما قيمتان أساسيتان في الحياة وعلى الشبكات الاجتماعية.
يجب أن يكون لدى الوالدين أيضًا استخدام منطقي ومعقول للشبكات الاجتماعية، حتى يطور أطفالهم عادات جيدة. لا تنشر صورًا دون تفكير، وتحقق من مصدر المقالات التي تشاركها، واقبل فقط أصدقاء تعرفهم ... الكثير من ردود الفعل الأساسية التي تساهم في التعلم الجيد للشبكات الاجتماعية.
-ساعد طفلك على التسجيل
إذا كان يجب عدم شيطنة الشبكات الاجتماعية من قبل الآباء، فيجب وضع قواعد لتجنب الانتهاكات. يمكن للوالدين، على سبيل المثال، تحديد فترة زمنية لا يجب تجاوزها على هذه الوسائط، أو حظر الشاشات في أوقات معينة من اليوم، أو حتى السماح باستخدام الإنترنت في الغرف المشتركة بالمنزل فقط.
لكن أهم قاعدة تتعلق بأمن الشبكات الاجتماعية. ويبدأ وقت التسجيل! يُسمح فقط بمعظم الشبكات الاجتماعية من سن 13 عامًا. لذلك، فإن التعليمات الأولى التي يجب تقديمها للأطفال هي تسجيل أعمارهم الحقيقية، لأن القاصرين يستفيدون من حماية إضافية، مما يحد من ظهور ملفاتهم الشخصية.
-علم طفلك كيفية إعداد حسابه بشكل صحيح
هناك ردود فعل أخرى جيدة لتعليم الأطفال، مثل وضع ملفاتهم الشخصية على «خاص». خيار لحماية المحتوى الخاص بهم، مما يجعل الوصول إليه متاحًا فقط للأشخاص الذين قبلوا في قائمة أصدقائهم.
الخطوة التالية هي تحديد الجماهير للمشاركات. يمكنهم جعلها في متناول جميع أصدقائهم، أو قصر ظهورهم على عدد قليل من الناس. لديهم أيضًا إمكانية التحكم في أي منشورات يتم التعرف عليهم فيها: يتم إرسال إشعار يسألهم عما إذا كانوا يرغبون في ظهور المنشور أو الصورة المعنية في ملفاتهم الشخصية.
-اختر أصدقاءك جيدا
لضمان سلامة أطفالك على الشبكات الاجتماعية، تعد إدارة قائمة الأصدقاء أمرا ضروريًا. القاعدة الأساسية لتعليمهم؟ قم فقط بقبول طلب الأشخاص الذين يعرفونهم، وأخبر شخصا بالغًا موثوقًا به بشأن الطلبات المشبوهة، ولا ترسل أبدًا معلومات شخصية أو صورًا إلى الغرباء.
-علم طفلك الإبلاغ عن محتوى غير لائق
توفر الشبكات الاجتماعية أدوات للإبلاغ عن محتوى غير لائق بنقرة واحدة.
-علم طفلك اكتشاف الأخبار الزائفة
يعد امتلاك عقل نقدي أمرًا ضروريًا عندما تكون على الشبكات الاجتماعية. ولسبب وجيه: الأخبار المزيفة وعمليات الاحتيال الأخرى شائعة على هذه المنصات. لذلك يجب على الآباء تعليم أطفالهم النظر في مصدر المعلومات التي يقرؤونها. هل الموقع الذي تنشر فيه المقالة التي أطالعها معروف وموثوق؟ هل راجعت المعلومات من مصادر مختلفة؟ أسئلة أساسية تسمح للصغار بالتراجع وعدم التلاعب بهم.
-تمكين الأدوات للحد من وقت الشاشة
في مواجهة الإدمان على الشاشات التي تؤثر بشكل متزايد على الأطفال، تقدم بعض الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك أدوات لقياس الوقت الذي يقضيه على هذه المنصات. من الممكن أيضًا تحديد الحد الأقصى للمدة التي تريد أن تقضيها هناك لتلقي إشعار عندما يحين هذا الوقت. طريقة جيدة لتمكين الصغار حتى يتعلموا التنظيم الذاتي!
-شجع التشاور النشط للشبكات الاجتماعية
يمكن أن يتحول استخدام الشبكات الاجتماعية في بعض الأحيان إلى هوس. هذا هو السبب في أنه من الضروري تعليم الأطفال قيمة التصفح الفعال لهذه المنصات. يجب ألا تصبح الشبكات الاجتماعية وسيلة لتمضية الوقت، بل يجب أن تصبح وسيلة للبقاء نشطا، من خلال التواصل مع العائلة والأصدقاء، من خلال مشاركة المقالات الشيقة، عن طريق المراجعة في مجموعة أو من خلال دعم القضايا المهمة. نعم، لأن الشبكات الاجتماعية ليست مجرد مرادف للخطر، ولكنها أيضًا تفتح الباب لكون ثري، حيث يكون للإبداع والالتزام مكانهما!