كشف بيان صادر عن النقابة الوطنية لأرشيف المغرب، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، (توصلت «الأخبار» بنسخة منه)، مقاطعة مستخدمات مؤسسة أرشيف المغرب، لحفل تكريمهن من طرف إدارة المؤسسة، بمناسبة تخليد اليوم العالمي لحقوق المرأة، حيث امتنعن عن حضور الحفل المذكور، بناء على دعوة غير رسمية تلقتها المستخدمات، سيما أن المستوى الذي بلغه الاحتقان الداخلي المخيم على الوضع بمؤسسة أرشيف المغرب بات ينذر بالتصعيد، بعد استمرار الإدارة في رفض الجلوس لطاولة الحوار، والتفاوض لحل الملفات العالقة، وعلى رأسها النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمستخدمات، وتمكينهن من كافة حقوقهن المشروعة.
واعتبرت نساء مؤسسة أرشيف المغرب أن دعوة إدارة المؤسسة كافة المستخدمات للمشاركة بقوة، في حفل التكريم، والمشاركة ضمن فعاليات الاحتفال بذكرى اليوم الأممي، تعتبر تناقضا صريحا بين ما تحاول الإدارة تسويقه لحجب الحقيقة، وبين واقع الحال المتمثل في ما يطالهن من حيف وتمييز ممنهج، وما يكابدنه بشكل يومي من ظلم خفي ومبطن، من ممارسات غير قانونية وانتقامية في بعض الأحيان، في تجاهل صارخ لكل الأشكال النضالية التي سبق وأن خاضتها المناضلات بتأطير من المكتب النقابي الذي يعرف حضورا نسويا متميزا في صفوفه، لتمثيل مستخدمات المؤسسة اللواتي يشكلن الأغلبية العددية بها، وذلك لنقل مختلف اهتماماتهن ورفع مطالبهن، التي تقابل بالتبخيس والرفض والمقايضة، وفق تعبير البيان، الذي أكد على الدور الكبير الذي تضطلع به (المرأة الأرشيفية) للنهوض والرقي بمستوى المردودية والنجاعة، في ظل الغياب الكلي لاستراتيجية تدبيرية واضحة المعالم، وغياب نظام تحفيزي يدفع بهن إلى مزيد من البذل والعطاء الإداري السليم.
ونبه البيان إلى أنه لم يسبق إطلاقا الاحتفال بهذا اليوم منذ إحداث المؤسسة سنة 2011، إلى حدود سنة 2018، وبمبادرة نبيلة ومواطنة من جمعية الأعمال الاجتماعية لمستخدمات ومستخدمي أرشيف المغرب، على الرغم من الميزانية الهزيلة المخصصة لها من قبل إدارة المؤسسة، بادرت إلى رد الاعتبار للمرأة الأرشيفية، وتثمين مجهوداتها وتضحياتها في خدمة المؤسسة والصالح العام، شأنها شأن باقي النساء العاملات بالعالم، انطلاقا من وعي جماعي من أعضاء مكتبها المسير بأهمية ترسيخ ثقافة التقدير والاعتراف بمكانة وإسهامات نساء المؤسسة بشكل خاص، والرأسمال البشري بشكل عام، والعمل على تكريس المبادئ الدستورية للمناصفة، ومكافحة كل أشكال التمييز.
وأشار البيان نفسه إلى أن امتناع نساء مؤسسة أرشيف المغرب عن حضور حفل تكريمهن هذه السنة، الغاية منه توجيه رسالة جماعية مشفرة لمن يهمه الأمر، مفادها أن إدارة المؤسسة مدعوة بإلحاح وقبل فوات الأوان إلى التقاط هذه الإشارات الرمزية الذكية، لتجاوز أشكال التضييق والاستهداف على إثر خوض الأشكال الاحتجاجية المعهودة، والتقاط إشارة هذا الشكل الاحتجاجي الجديد، الذي يؤشر على أن الوضع الداخلي الهادئ نسبيا داخل المؤسسة يظل مرشحا للانفجار في أي لحظة. مثلما تم التأكيد على أنهن لسن في حاجة إلى ورود وكلمات شكر مصطنعة ليوم واحد، بقدر ما هن في حاجة إلى الاحترام والتقدير الفعليين والمستدامين لبقية 364 يوما، وذلك بالتجاوب الفعلي والصريح مع انشغالاتهن واحتياجاتهن، والتفاعل مع نداءاتهن الصامتة والصارخة للمطالبة بالإصلاح الحقيقي والملموس، وكذلك بوضع استراتيجية مستدامة تقوم على مبادئ الإنصاف، وتكافؤ الفرص، تعلي من مكانتهن وشأنهن لتضعهن في صلب أولويات المؤسسة، وأيضا اتخاذ قرارات إدارية فعلية جريئة تحفظ كرامتهن وحقوقهن، إضافة إلى بلورة مبادرات إنسانية خلاقة تسعى إلى تمكينهن اقتصاديا واجتماعيا، وتقطع مع الممارسات الإدارية المبنية على التمييز والحيف والإقصاء وتصفية الحسابات النقابية والشخصية الضيقة، التي طبعت تدبير المؤسسة وعلاقتها مع المستخدمات، منذ إحداثها في ربيع سنة 2011.