لقجع: «التحدي الآن تأمين مركز داخل الاتحاد الدولي»
مع تيلي ماروك
كشف فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن أهمية وجود المغرب داخل أروقة وكواليس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك خلال الحوار الذي أجراها مع جريدة «ليكونوميست»، حيث تطرق رئيس الجامعة إلى مجموعة من النقاط التي تهم الكرة المغربية، ودورها الفعال في القارة السمراء وأيضا في العالم.
صناعة القرار وتثبيت الهوية
تحدث لقجع عن نقاط مهمة من بينها دور المغرب في الساحة الإفريقية، حيث قال في هذا الصدد: «إن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه بقوة، يتمثل في معرفة الهدف من وجودنا على الساحة الكروية العالمية، إما بالمساهمة في اتخاذ القرارات، أو الاكتفاء بتدبير كرة القدم الوطنية، وكما هو الحال في جميع المجالات الحيوية، إما أن نكون صناع القرار أو منفذيه». وأضاف لقجع: «عندما اتخذنا القرار الصعب، بالدخول بقوة داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عام 2016، استطعنا في ظرف زمني وجيز تحقيق أشياء مهمة تخدم مصالح الكونفدرالية، وتمكنا من تثبيت هويتنا وإقناع جميع أعضاء اللجنة التنفيذية بذلك».
وأشار رئيس جامعة كرة القدم الوطنية إلى أن الجميع حاليا يعترف بقدرة المغرب على التوجه نحو الأمام، وأنه مع أشغال الانتخابات داخل «الفيفا»، التي ستنتهي مرحلتها الأولى يوم 12 مارس المقبل، سيكون أمام خيارين، إما مواصلة العمل بالتوهج نفسه وتعزيز الحضور المغربي كعضو داخل «الكاف»، أو الذهاب بعيدا بتأمين مركز داخل مركز القرارات بـ«الفيفا»، أو عدم التحرك والعودة إلى نقطة الصفر.
التحدي تأمين مركز داخل «الفيفا»
تحدث لقجع بكل تلقائية حول دور المغرب في «الكاف» والطموح لبلوغ «الفيفا» قائلا: «عندما قلت عضو داخل الاتحاد التنفيذي لـ«الكاف»، كنت أقصد عضوا أو رئيس الاتحاد، واختيار المملكة المغربية كان واضحا ويتمثل في الذهاب نحو آفاق أكبر أهمية، مع الحفاظ على الديناميكية ذاتها والاحتفاظ بالتموقع نفسه، سواء على مستوى كرة القدم القارية أو العالمية». وأردف لقجع: «أصبح التحدي الآن، تأمين مركز داخل الاتحاد الدولي لـكرة القدم، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ كرة القدم المغربية، إذ سبق وأن قدم المغرب ترشيحه لاحتضان المونديال في خمس مناسبات، وكان القرار دائما يعود إلى تلك اللجنة، المتكونة بشكل عام من 211 اتحادا محليا».
وأوضح رئيس الجامعة قائلا: «الجانب الإيجابي من تأمين مركز داخل «الفيفا» بالغ الأهمية، وكونك داخل الاتحاد فأنت بطبيعة الحال عضو داخل اللجنة التنفيذية لـ«الكاف»، وهو اختيار مهم، سيمكننا من جهة من الاحتفاظ بمكانتنا داخل الاتحاد الإفريقي، ومواصلة العمل بالديناميكية القارية نفسها، ومن جهة أخرى بلوغ قمة جهاز كرة القدم العالمية، وسيمنحنا هذا الاختيار الصعب، إذا تمكنا من تحقيقه، ثقافة جديدة داخل كرة القدم الوطنية وكذا الشأن الرياضي بشكل عام، والتي تتطلب التموقع داخل المؤسسات الدولية من أعلى المستويات».
وعن أهمية وجود المغرب في مركز القرارات داخل «الفيفا»، أكد لقجع أن الأمر سيقربه أكثر من السلطة القادرة على اتخاذ قرارات حاسمة متعلقة بالعقوبات، التسجيل، التغيير على مستوى قوانين لعبة كرة القدم، وخير مثال على ذلك ملف اللاعب منير حدادي، الذي لم يكن باستطاعته حمل قميص المنتخب الوطني.
موقع المغرب بين «الكاف» و«الفيفا»
وعن الخلاف القائم بين «الفيفا» و«الكاف»، أكد لقجع أن كرة القدم العالمية تديرها منظمة مؤسساتية تضمن التكامل والنجاح على جميع المستويات، ويعمل الاتحاد الدولي على ضمان الانسجام داخل الاتحادات، كما يسعى إلى توحيد 212 اتحادا لتطوير كرة القدم حول العالم، وقال رئيس جامعة كرة القدم الوطنية: «بالنسبة إلي، يواجه «الكاف» تحديات واضحة يجب التغلب عليها، وهي مرتبطة في الوقت الراهن بنموذج تطوير كرة القدم المغربية الذي أعطى نتائج ملموسة من حيث البنية التحتية وتدريب الشباب والتنظيم والحكامة».
وعن محاور حملته الانتخابية، أبرز لقجع أنه لا يزال ثابتا على مبادئه، وأن رؤساء الاتحادات الإفريقية واعون بتشخيصه لكرة القدم الإفريقية، وأضاف: «نظمنا ندوة في المغرب حول خارطة الطريق لتطوير كرة القدم الإفريقية في فبراير 2020، وبحضور السويسري جياني إنفانتينو، رئيس «الفيفا»، وتناولنا الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك، من خلال عرض التحديات والحلول، واليوم يجب أن نجسد الأمر على أرض الواقع، وهم يعلمون أنني لست هنا بحثا عن المركز، ولكن من أجل جلب قيمة مضافة، وتفعيل برامج التنمية وكذلك خطة العمل المتفق عليها من قبل».