البقالي: عشت ضغطا رهيبا وكدت أنسحب من المشاركة في الأولمبياد
مع Télé Maroc
توج البطل المغربي الأولمبي والعالمي سفيان البقالي بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية دورة باريس 2024،بعدما احتل المركز الأول في سباق 3000 متر موانع، والذي أجري،مساء أول أمس الأربعاء، بـ«سطاد دوفرانس» بالعاصمة الفرنسية، محققا توقيتا قدره 8 دقائق و6 ثوان و5 أجزاء من المائة.
وحظي البقالي بتشجيع كبير من لدن الجماهير التي تابعت السباق، والتي ساندته إلى آخر لحظة من السباق.
ونجح البقالي في الاحتفاظ بلقبه والذي أحرزه في أولمبياد طوكيو الأخيرة في اليابان، كما منح المغرب الميدالية الأولى له في الألعاب الأولمبيةبباريس.
ويحكي البقالي كواليس سباق العمر، وما عاشه من ضغط كبير قبل المنافسة.
قبل الحديث عن السباق كيف كانت الاستعدادات له؟
صراحة الاستعدادات كانت جيدة، لقد وضعنا خطة محكمة للسباق، بحكم أنني تعرض للإصابة ولم أتعاف منها كليا حتى شهر أبريل الماضي،وبالتالي كان من الضروري وضع خطة محكمة من أجل الإعداد لهذه المرحلة،بمعية مدربي كريم التلمساني،فقد
قررنا عدم المشاركة في السباقات العالمية خلال هذه السنة، والتركيز فقط على التحضير للألعاب الأولمبية بباريس، من أجل تحقيق الميدالية الذهبية.
خضت تداريب مكثفة جدا،وكنت أعيش ضغطا كبيرا على جميع الأصعدة، حاولت التخلص منه بفضل كل الأصدقاء والمقربين،والحمد لله أنني في آخر المطاف نجحت وأحرزت الذهب الأولمبي.
تتحدث عن شعورك بالضغط، ما تقصد بذلك؟
نعم خلال الفترة الماضية كانت الضغوط كبيرة عَلَيَّ، خصوصا بعد تعرضي للإصابة، حاولت الابتعاد عنها قدر المستطاع، اخترت العزلة لم أعد أجب عنأياتصالات هاتفية،أو أجري لقاءات، كان تركيزي منصبا على الاستعداد لأولمبياد باريس.
لقد تعرضت للإصابة وكان الأمر محزنا، حتى أنني فكرت في أن أنسحب من المشاركة في الألعاب الأولمبية، لكن بفضل مدربي والمقربين مني قررت المشاركة رغم كل الظروف.
أسرتي شعرت بهذا الضغط وعاشته معي،فقبل السباق النهائي مثلا اتصلت بي والدتي هاتفيا وأخبرتني ألا أعرض نفسي للضغط، مؤكدة لي أن جميع المغاربة يحبونني، وأنني لن ألام إذا لم أحقق الميدالية الذهبية،الأهم هي صحتي.كان الأمر جد صعب، لكن الحمد لله تلك الضغوط تهون في سبيل رفع راية المغرب عاليا.
لنعد إلى سباق النهائي شعرنا في بعض اللحظات أن الأمور بدأت تفلت من يد البقالي، ماذا حصل بالضبط؟
السباق كان جد صعب، شعرت بأمر مريب، خصوصا بعدما أحاط بي العداؤون الإثيوبيون، كان لزاما علي أن أجد حلا،وتواصلت مع زميلي محمدتيندوفت، وطلبت منه الذهاب إلى المقدمة ورفع نسق السباق، من أجل تشتيت المجموعة الإثيوبية،
وهو ماحصل. كما كان هناك تدافع بين العدائين، خشيت أن أتعرض للسقوط، لذلك قمت بالجري في الرواق البعيد وشعرت بعداء سقط بجانبي، كنت مركزا جدا على السباق، لقد شكلت لي تلك السقطة دفعة من أجل الرفع من النسق، الجميع يعلم
أنني أمتلك السرعة في 200 متر الأخيرة للسباق، لذلك اخترتالاحتفاظ بسلاحي الأخير، وهو ما مكنني من خطف المركز الأول والتتويج بالميدالية الأولمبية الثانية لي.
تحدثت عن زميلك تيندوفت، هل تحكي لنا ما حصل بالضبط أثناء السباق؟
صراحة لا يسعني إلا أن أوجه الشكر الكبير إلى زميلي تيندوفت، فخلال السباق شعرت أن الإثيوبيين يحاصرونني من أجل إجباري على المشي على نسقهم، كما أنه كان هناك تدافع كبير، لذلك تواصلت مع تيندوفت، وأخبرته على اعتماد خطة من
أجل تكسير ذلك الحصار، وهو بالفعل ما حصل، فقد قام تيندوفتباختراق التكتل الإثيوبي وبادر إلى تصدر السباق ورفع النسق، ما مكنني من العثورعلى الفجوة والعودة في التحكم بالسباق. لذلك أوجه الشكر إلى تيندوفت على كل ما قدمه، ومساعدته لي في الفوز بالميدالية الذهبية.
هناك سعادة عارمة بعد تحقيقك للميدالية الأولمبية الثانية لك على التوالي، كيف تصف هذا الشعور؟
الأمر لا يمكن وصفه،فمنذ خسارة في الألعاب الأولمبية برديو دي جانيرو بالبرازيل أخذت على عاتقي أن أعمل بجد، من أجل أن أفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية، وحصد جميع الألقاب في تخصص 3000 متر موانع، وهو ما تأتى لي منذ سنة 2012 وأنا أفوز بالسباقات فقد أحرزت بطولة العالم في مناسبتين متتاليتين، وبعدها فزت بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الماضية بطوكيو، كان رهاني كبيرا على التتويج بالميدالية الذهبية بباريس،وهو ما تحقق. فالمحافظة على النجاح طيلة هذه السنوات أمر ليس سهلا، هذا كله بفضل
الدعم الذي أتلقاه من أسرتي وعائلتي ومن جلالة الملك محمد السادس نصره الله ورسائله المحفزة لي، وأيضا من طرف الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى والشعب المغربي.
بعد تحقيق الإنجازين الظفر ببطولة العالم في مناسبتين والميدالية الذهبية الأولمبية في نسختين، كأول عداء مغربي وعربي يحقق هذا الإنجاز، والذي لم يتم تحقيقهمنذ سنوات طويلة، ما هي طموحات البقالي المستقبلية؟
بعد الظفر بالميدالية الذهبية في أولمبياد بباريس،الآن تركيزي سينصب على بطولة العالم لألعاب القوى المقبلة، من أجل تكريس تفوقي في مسافة 300 متر موانع، وأيضا سأعمل على أن أحقق الميدالية الذهبية الثالثة لي على التوالي خلال دورة لوس أنجلوس الأولمبية المقبلة، وعلي الاستعداد منذ الآن، رغم صعوبة الأمر.
بفضل حب المغاربة ودعمهم لي سأواصل الركض، ورفع راية المغرب خفاقة في الملتقيات الدولية.
تعرض الرياضيون المغاربة الذين شاركوا في أولمبياد باريس إلى الانتقادات، بسبب النتائج السلبية، ماذا يمكن أن تقول في هذا الصدد؟علينا ألا ننتقد الرياضيين المغاربة الذين شاركوا في الألعاب الأولمبية بباريس، رغم عدم تحقيقهم لميدالية، لقد قدموا كل ما في جعبتهم.هنا المنافسة صعبة وقوية، لأنك تواجه أبطال العالم، ولكي تصل إلى مستواهم، عليك أن تقوم بتدريب عال والتخطيط لسنوات طويلة.