البحث عن رجل أعمال حاول تهريب 3.5 أطنان من المخدرات إلى فرنسا
مع
علم، لدى مصادر وثيقة الاطلاع، أن عناصر المركز القضائي بسرية القنيطرة أحالت، صباح أول أمس الثلاثاء، أربعة أشخاص، بينهم دركي، على وكيل الملك لدى ابتدائية القنيطرة، بتهمة محاولة تهريب ثلاثة أطنان ونصف طن من المخدرات والاتجار الدولي في المخدرات والمشاركة، كل حسب المنسوب إليه، في الوقت الذي مازالت الأبحاث جارية عن متزعم الشبكة، وهو سبعيني يعتبر من كبار رجال الأعمال بالقنيطرة.
وحسب معطيات (توصل بها موقع "تيلي ماروك")، فإن التحريات المكثفة التي باشرتها عناصر المركز القضائي بسرية القنيطرة، بتنسيق مع مصالح المركز الترابي والقيادة الجهوية، مع سائق زورق مطاطي من الحجم الكبير حجزت عناصر الدرك البحري على متنه ليلة السبت الماضي ما يناهز 3 أطنان ونصف طن من مخدر الشيرا، أسفرت عن اعتقال دركي وحارس "المرسى" بالمهدية، ومساعد السائق الذي تكلف بشحن كمية المخدرات الضخمة، في الوقت الذي لازال مالكها في حالة فرار، وتم تحديد هويته وتسجيل مذكرة بحث في حقه على الصعيد الوطني إلى جانب أحد معاونيه.
وكشفت التحقيقات الأولية تورط رجل الأعمال السبعيني وصاحب المشاريع المهمة بالقنيطرة، في تدبير عملية نقل أطنان المخدرات من إحدى مدن الشمال إلى القنيطرة، حيث تكلف مساعدوه من "الحمالة" بشحنها على متن قارب كبير بمنطقة محاذية لسجن القنيطرة، قبل أن ينطلق الزورق من واد سبو في اتجاه شاطئ المهدية من أجل تسليمها لشبكة أخرى في عرض البحر، والتي كانت ستنهي عملية التهريب إلى فرنسا، وهي العملية التي واجهتها عناصر الدرك البحري بيقظة كبيرة، حيث استغلت معلومات استخباراتية لرصد خطوات الشبكة، قبل أن تنصب كمينا محكما نجح في محاصرة الزورق الذي لجأ سائقه ومساعده إلى التخلص من رزم المخدرات عن طريق رميها في البحر، قبل أن يتم إيقافهما على متن القارب.
وتسلح "كومندو" الدرك، الذي تشكل من عناصر الدرك البحري والمركز الترابي وسرية الدرك، تحت إشراف القائد الجهوي، (تسلح) بمعدات متطورة وكلاب مدربة تحسبا لمواجهات مفترضة مع أعضاء الشبكة، قبل أن يستسلم سائق القارب وشريكه، وتحجز عناصر الدرك كميات ضخمة من مخدر الشيرا، علاوة على كميات أخرى قذفتها أمواج البحر بشاطئ الشليحات تحديدا الذي شهد أطوار المطاردة المثيرة.
وأوضحت مصادر الموقع أن تصريحات الموقوفين الذين وضعوا رهن الحراسة النظرية لمدة ثلاثة أيام، بأمر من النيابة العامة من أجل البحث التمهيدي وفك ملابسات العملية، ورطت دركيا بالمنطقة بعد أن اعترف أحدهم بمساهمته في تيسير العملية من خلال إفشاء أسرار مهنية تتعلق بالمراقبة وتعقب خطوات الشبكة. كما كشفت هذه الاعترافات عن مالك كمية المخدرات، وهو رجل أعمال من مواليد الأربعينات من ذوي السوابق القضائية، حاول تهريبها انطلاقا من شاطئ المهدية في اتجاه فرنسا، باتفاق مع شبكة متخصصة في الاتجار الدولي للمخدرات .
وأكدت مصادر الموقع أنه، بالموازاة مع الأبحاث الجارية لإيقاف رجل الأعمال وشريكه اللذين غادرا القنيطرة مباشرة بعد حجز أطنان المخدرات المملوكة لهما، ينتظر أن تطيح التحريات القضائية برؤوس آخرين في هذه العملية، بمن في ذلك الأشخاص الذين سلموا المخدرات للشبكة بإحدى المناطق الشمالية المعروفة بإنتاج المخدر، علاوة على متهمين آخرين مفترضين قد تطيح بهم عملية البحث التقني والعلمي التي تنجزها المصالح المختصة بالمختبر المركزي على المكالمات المسجلة بهواتف أعضاء الشبكة الموقوفين، والدركي، إلى جانب مدبري محاولة التهريب الدولي للمخدرات اللذين لازالا في حالة فرار.