ستة أشهر حبسا نافذا للمتسولة الغنية بأكادير
مع Tele Maroc
قضت المحكمة الابتدائية لأكادير، أول أمس الاثنين، بإدانة المتسولة الغنية، صاحبة سيارة فارهة رباعية الدفع، وممتلكات عقارية أخرى، بالحبس النافذ لمدة ستة أشهر، بتهمة التسول، فيما برأتها المحكمة من تهمتي النصب والاحتيال. وكانت المتهمة رهن الاعتقال بالسجن المحلي لأيت ملول، بعد إيقافها بداية شهر مارس الجاري من قبل قائد قيادة أورير شمال مدينة أكادير، حيث تمتهن التسول، قبل أن يتم تسليمها إلى عناصر الدرك الملكي، باعتباره صاحب الاختصاص الترابي لاستنطاقها وإحالتها على النيابة العامة.
وكانت السلطة المحلية قد توصلت بمعلومات، حول سيدة «مشبوهة» تمتهن التسول، حيث إنها في كل مرة تحل بالمنطقة وتدعي إصابتها بمرض مزمن أو عضال، وأحيانا أخرى تدعي مرض أحد أقاربها، مما جعل تجار وقاطني المنطقة يرتابون من طريقة ترددها على المكان للتسول، حيث تعمد إلى إخفاء كل ملامحها، وكل ما قد يبين هويتها، وتبدأ في استدرار عطف المارة والمحسنين.
وبعدما أشعرت السلطة المحلية عن طريق أحد التجار بوجودها في مركز أورير، وبالضبط بحي «تيغزا»، انتقل القائد وأفراد القوات المساعدة إلى عين المكان، حيث تم إيقافها غير بعيد عن الحي، وإجراء بحث أولي معها، تبين أنها تمتهن التسول، دون أن تكون في حاجة ماسة إلى ذلك، كما تبين للقائد أن هذه السيدة تمتلك سيارة فاخرة من الطراز الرفيع. بعد ذلك تم تسليمها إلى عناصر الدرك الملكي بمركز تغازوت، لتحرير محضر في الواقعة.
واستنادا إلى المصادر، فقد تم إشعار النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بأكادير بالموضوع، والتي أعطت تعليماتها لعناصر الضابطة القضائية من أجل الاستماع إلى المتهمة التي ضبطت متلبسة، وإيداعها الحراسة النظرية، ثم تبليغ النيابة العامة بكل جديد حيالها. وبحسب المعطيات، فقد تبين للمحققين أن هذه السيدة التي هي في عقدها الرابع، دأبت منذ مدة على امتهان التسول بعيدا عن محيط سكناها بمدينة أكادير، وذلك كي لا تثير شبهات حولها، إذ تعمد إلى التنقل بواسطة سيارتها الفاخرة ذات الدفع الرباعي، التي تركنها بعيدا عن الأنظار، ثم تغير ملابسها الفاخرة بأخرى رثة، من أجل استدرار عطف المارة والمحسنين، وبعد انتهاء مهمتها تعود أدراجها، إذ تقوم بتغيير ملابسها بعيدا عن أعين الناس، ثم تلتحق بسيارتها وتعود إلى بيتها. كما كشفت التحقيقات أن هذه الأخيرة تملك شقة فاخرة بأحد أحياء أكادير.
وبحسب المصادر ذاتها، فهذه السيدة الأربعينية أم لثلاثة أبناء، كانت قد هاجرت إلى إيطاليا بعد زواجها من رجل يشتغل هناك، قبل أن تعود إلى المغرب بعد وفاة زوجها، حيث دخلت عالم الأعمال والتجارة، إلا أن وضعيتها المادية تأزمت بعد ذلك، وأضحت تعيش ضائقة مالية كبيرة، مما جعلها تمتهن التسول، بعدما كانت تعيش حياة بذخ ورفاهية.