تأخر تأهيل «بلاص بيتري» بالرباط يكبد «سيديجي» خسائر بالملايين
مع Télé Maroc
ما زال مشروع تأهيل فضاء ساحة مولاي الحسن، المعروفة بـ«بلاص بيتري» الواقعة بحي حسان وسط العاصمة الرباط، يراوح مكانه بعد أزيد من عام ونصف العام عن انطلاق الأشغال بالساحة التابعة إداريا لمقاطعة حسان، والتي توجد تحت إشراف واستغلال صندوق الإيداع والتدبير، المطل بمقره المركزي على الساحة. وعلى الرغم من كون ساحة «بلاص بيتري» من أشهر الساحات الموجودة بالرباط، فقد رافق الجدل أشغال تسقيفها، وهي الأشغال التي تشرف عليها شركة «الرباط الجهة التهيئة»، بغلاف مالي بلغ أزيد من ثلاثة ملايير و800 مليون سنتيم، يساهم فيه صندوق الإيداع والتدبير بـ25 في المائة منها، فيما تتكلف الوكالة بتأمين باقي المبلغ، في الوقت الذي برمج للأشغال أجل عام على أكثر تقدير، وتهم إلى جانب تغطية الساحة تغيير الأرضية وتأهيل المحلات الموجودة، بالإضافة إلى إصلاح موقف السيارات المحاذي لها.
وبلغة الأرقام، فمقاطعة حسان وصندوق الإيداع والتدبير يتكبدان خسائر بملايين السنتيمات شهريا، جراء تأخر الأشغال في ساحة الحسن الثاني، وفق ما كشف عنه مصدر من داخل الأغلبية بمجلس مقاطعة حسان، موضحا أن أكرية المقاهي والمحلات التي توجد بالساحة، ومبالغ استغلالها تعود إلى الصندوق، فيما تقوم الجماعة باستخلاص أكرية الأكشاك الخاصة بسوق الورود (مارشي النوار)، الذي تم نقله من الساحة وراء مسرح محمد الخامس، إلى ساحة الحسن الثاني، والبالغ عددها عشرة أكشاك، حسب المصدر، الذي أوضح أن الساحة تتوفر على خمسة مقاه كبرى، بالإضافة إلى محلات لبيع المثلجات وفضاء للمعارض، تابع أيضا لصندوق الإيداع والتدبير، وتبلغ السومة الكرائية فيها حوالي 3 ملايين سنتيم في الشهر بالنسبة إلى المقاهي، فيما يتم احتساب السومة الكرائية للمحلات الأخرى بالمتر المربع، إذ تبلغ 2000 درهم للمتر المربع الواحد، يشير المصدر، موضحا أن الساحة توفر شهريا ما يقارب 30 مليون سنتيم، دون احتساب كراء فضاء المعارض، الذي يرتبط بالموسم وطبيعة النشاط الذي سيتم احتضانه، وهي الأنشطة التي توقفت بالساحة، منذ البدء في أشغال تهيئتها.
في المقابل، أشار متحدث من إدارة «CDG INVEST»، الذراع الاستثمارية لصندوق الإيداع والتدبير، إلى أن «الصندوق غير معني بتدبير أشغال تهيئة الساحة، من حيث المسؤولية عن تأخرها، بل الأمر يعود إلى جماعة الرباط، وشركة الرباط للتهيئة، باعتبارها مديرة المشروع». مبينا في تصريح لـ«الأخبار»، أن «تسليم الساحة قد تأخر عن الموعد المحدد له، وذلك بعد توقف الأشغال بسبب مشاكل تقنية، غير أنها اليوم قد شارفت على الانتهاء، وبدأت اللمسات الأخيرة توضع من أجل تسليم المشروع، بما فيه أكشاك محلات الورد (مارشي النوار) التي سيتم تسليمها في غضون الشهر الجاري، على أن يتم تسليم باقي المحلات والمقاهي قريبا». ولم يفصح المتحدث ذاته عن مداخيل صندوق الإيداع والتدبير من الساحة، والتي توقفت منذ بدء الأشغال.
وكان مشروع إحداث غطاء لفضاء «بلاص بيتري»، قد خلف غضبا ورفضا واسعين وسط رواد الساحة؛ فقد عبر عدد منهم، من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من «تسقيف» ساحتهم المفضلة. وحمل حينها المنتقدون مجلس جماعة الرباط، الذي كان على رأسه العمدة السابق، محمد صديقي، المسؤولية باعتباره أحد الأطراف المعنية، والشريك الرئيسي في شركة «الرباط الجهة للتهيئة». وأثارت الكلفة المالية للمشروع الكثير من الجدل، سيما أن مبلغ 3 ملايير وثمانمئة مليون سنتيم يهم فقط الشطر الأول في المشروع، الذي ينتظر أن يكلف في مجمله حوالي 5 ملايير سنتيم.