مؤشرات حول مسؤولية "البوليساريو" في تفجيرات السمارة والمغرب يعتبر أمنه خطا أحمر
مع Télé Maroc
أعلنت السلطات المغربية أن التحقيقات مازالت جارية بخصوص الانفجارات التي هزت مدينة السمارة ليلة السبت الماضي، وأكدت أن المغرب لن يقع في فخ الاستفزازات المتهورة لمليشيات "البوليساريو"، لكن بالمقابل يعتبر تهديد أمنه خطا أحمر.
وأوضحت مصادر مطلعة، أن اعتماد قرار مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء يأتي في سياق يتميز بتطور خطير للغاية، حيث استهدفت أربعة انفجارات بواسطة مقذوفات أحياء سكنية بمدينة السمارة جنوب المغرب، وأسفرت هذه الانفجارات عن وفاة شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم إصابتهما خطيرة، بالإضافة إلى خسائر مادية.
وأضافت المصادر ذاتها، أن النيابة العامة المختصة (العيون) فتحت تحقيقا قضائيا، وماتزال الخبرات التقنية والباليستية جارية لتحديد طبيعة والمصدر الدقيق لهذه المقذوفات، وأكدت ذات المصادر أن المغرب دولة الحق والقانون. وتحرص السلطات الحكومية المغربية على عدم استباق نتائج التحقيق الجاري، وعدم التعليق على المسار القضائي، على أن تقول كلمتها في الموضوع بمجرد توصلها بالعناصر الأولية للبحث.
و في انتظار ذلك، تضيف المصادر، تحرص السلطات المغربية على التحلي بضبط النفس وبأكبر قدر من التحفظ، ومع ذلك، فإنه بالإمكان تسجيل مجموعة من المؤشرات الموثوقة والمتسقة والمقنعة، وهو ما يشير إلى مسؤولية البوليساريو، التي تقوم بأعمال عدائية مسلحة ضد التراب المغربي منذ أن قررت بشكل أحادي خرق وقف إطلاق النار المبرم سنة 1994 تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة.
ويتعلق المؤشر الأول، حسب المصادر، بالتبني الرسمي للبوليساريو نفسها لهذا الاعتداء. وقد أكدت البوليساريو، في بلاغ عسكري يحمل رقم 901، أنها نفذت اعتداءات مسلحة استهدفت السمارة، منتشية بسقوط ضحايا، بالإضافة إلى ذلك، تبنى ممثل البوليساريو مضمون هذا البيان الصحفي علناً، أمام الصحافة، داخل مقر الأمم المتحدة، في الوقت الذي كان فيه مجلس الأمن قد اعتمد قراره بشأن الصحراء. وقد أدرجه في إطار "الكفاح" الذي تقوده هذه الميليشيا المسلحة.
وأكدت المصادر أنه ليس هناك شك في أن هذه الهجمات استهدفت أحياء سكنية، تأوي مساكن عائلية، والتي لا توجد بها أية منشآت عسكرية أو استراتيجية. كما أن مطار السمارة يبعد بأكثر من كيلومترين عن مكان الهجمات، وتصدر تبني البوليساريو لهذا الهجوم الصفحات الأولى للصحافة الدولية، حيث تناقلتها عشرات المقالات. ولم تلق أي احتجاج من البوليساريو.
وأفادت المصادر أن هذه الهجمات تهدد السلام والأمن الإقليميين، وهو ما يعتبره المغرب خطا أحمر، وأشارت إلى المغرب يظل متحليا بضبط النفس في مواجهة هذه الاستفزازات، التي تهدف بشكل طائش وخطير إلى تحويل الانتباه، وممارسة الضغط على مجلس الأمن، في الوقت الذي كان يستعد فيه لاعتماد قراره بشأن الصحراء المغربية.
وأكدت أن المغرب سيظل حريصا على ألا يتأثر أو يقع في فخ هذه الاستفزازات المتهورة. إلا أن السلطات المغربية ستواصل التحقيقات إلى نهايتها من أجل تحديد المسؤوليات، وتطبيق القانون بشكل صارم.