فوضى "الشيشة" واحتلال الملك العام يهددان مشروع مارينا ضفتي أبي رقراق
مع
تسبب تحويل نشاط مقهى عادي إلى محل لتقديم "الشيشة" بمنتجع مارينا بورقراق السياحي بمدينة سلا، في مشكلة حقيقية تقض مضجع عشرات السكان الذين يقطنون بالقرب من هذه المقهى.
واختارت المقهى، التي تتوفر على رخصة تقديم القهوة والمشروبات لزبنائها، طريق الربح السريع بتحويل الفضاء إلى مكان لاستقبال مستهلكي "الشيشة" والموسيقى الصاخبة التي تستمر لأوقات متأخرة من الليل.
هذا الخرق القانوني تسبب في حدوث ضجيج يومي وإزعاج للسكان، إضافة إلى حصول ملاسنات ومصادمات في ساعات متأخرة بين رواد المقهى، خاصة بين الفتيات وبعض مرافقيهن، علما أن استقبال المقهى لبعض الزبائن الخليجيين يدفع الفتيات إلى التهافت لحجز مكان لهن بين رواد المقهى، وضمنهن وسيطات حولن نشاطهن من حي أكدال والهرهورة صوب مارينا سلا، حيث يتم اصطياد فتيات في مقتبل العمر (بعضهن قاصرات) بمقاهي "الشيشة" قبل تسليمهن لزبناء خليجيين باتوا يتقاطرون على مارينا سلا، بعد تنامي ظاهرة تأجير الشقق المفروشة وتنظيم سهرات صاخبة من طرف وسطاء معروفين، مستغلين في ذلك تراخي السلطات المحلية والترابية بالإقليم.
ممارسات تثير القلق
يتخوف السكان وبعض مستغلى المقاهي المجاورة للمقهى التي تقدم "الشيشة"، من تأثير هذه الأجواء على جاذبية المارينا، سيما وأن غالبية الرواد من المراهقات، إضافة إلى كون بعضهم لا يحترمون خصوصيات المنطقة من خلال القيادة بسرعة مفرطة، ومحاولة إثارة انتباه رواد الفضاء، إضافة إلى ممارسات تثير قلق رواد المارينا وسكان الإقامات السكنية بالمنطقة، وعدم احترام الرصيف المخصص للمارة، والوقوف العشوائي.
ومن بين الأمور التي تشكل عامل تذمر حقيقي للسكان انتشار رائحة الفحم في الهواء، نتيجة استعماله الكثيف، إضافة إلى انتشار معسل الشيشة بنكهات مختلفة في الفضاء، حيث يخشى السكان على أبنائهم من الوقوع في فخ الإدمان على الشيشة بدافع الاكتشاف، كما احتج سكان المارينا على ما أسموه تطاول معظم المقاهي على دفاتر التحملات التي تقضي باستعمال الكهرباء عوض الغاز، حيث تسبب استعماله المفرط في إزعاج السكان وتهديد مقرات سكنهم باندلاع حرائق، وهو ما سبق أن حدث بالفعل.
احتلال الملك العام
تبقى مظاهر الترامي على الملك العام الأبرز على مستوى المنتجع السياحي مارينا بمدينة سلا، حيث تطاول بعض أرباب المقاهي على الأرصفة المخصصة للمارة ورواد المنتجع، ما خلق فوضى عارمة أثرت بشكل واضح على جمالية الممرات، فضلا عن الوقوف المعيب للسيارات، والسماح بدخول أعداد مضاعفة من السيارات إلى داخل المارينا، دون احترام الطاقة الاستيعابية للفضاءات المخصصة للعملية، ما دفع بعض الزوار إلى ركن سياراتهم فوق الأرصفة أمام أنظار السلطات المحلية. أما بمحيط المارينا فالأجواء تبقى أكثر كارثية من الداخل، بعد أن تركت في أيدي بلطجية احتلوا فضاءات "الباركينغ" ليفرضوا على أصحاب السيارات إتاوات ورسوما مزاجية، فضلا عن ظاهرة تجمع أفواج من الشباب والشابات يوميا وبأعداد كثيرة بالفضاءات المحيطة بمارينا، حيث تسود أجواء الرقص والموسيقى المزعجة واستهلاك المخدرات، علاوة على تفشي مظاهر الإخلال بالحياء العام، في غياب تام لسلطات المراقبة المحلية.
ملتمس سحب الترخيص
حسب مصادر "تيلي ماروك"، فإن السكان المتضررين بمارينا سلا يستعدون لمراسلة الجهة التي رخصت للمقهى المثيرة للجدل، من أجل تقديم ملتمس سحب الترخيص، إلى حين الانضباط لدفتر التحملات واحترام طبيعة الترخيص، خاصة وأن منطقة المارينا تقع ضمن دائرة نفوذ وكالة تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق. كما يترقب السكان تدخلا عاجلا لعامل سلا ومسؤولي الوكالة والسلطات المحلية ومصالح جماعة سلا من أجل فرض احترام القانون ومواجهة الفوضى التي باتت تهدد جاذبية المشروع الذي يحظى بعناية ملكية سامية ضمن مشروع التهيئة الكبرى لضفتي أبي رقراق.