السجن لشابين تخصصا في السطو على أموال الأغنياء ورجال الأعمال
مع
علم، لدى مصادر جيدة الاطلاع، أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، أسدلت الستار أخيرا على محاكمة عصابة إجرامية وصفت بالخطيرة، متخصصة في السطو على أموال رجال أعمال ومقاولين وفلاحين كبار، من خلال تعقب خطواتهم أمام البنوك، بهدف السرقة عن طريق تكسير سياراتهم مباشرة بعد تسلم الأموال ومغادرة المؤسسات البنكية. وقضت المحكمة بإدانة المتهمين الرئيسيين في هذه النازلة بخمس سنوات سجنا لكل واحد منهما.
وبفضل تحريات أمنية أنجزتها عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن الرباط، بتنسيق مع شرطة تمارة، أمر الوكيل العام للملك باعتقال المتهمين المزدادين سنتي 1980 و1978 بحي الرحمة بسلا، وهما من ذوي السوابق القضائية المتعددة، بتهم الاتجار في المخدرات والسرقات الموصوفة والمنظمة، وإيداعهما السجن من أجل محاكمتهما، ومواجهتهما بالعديد من الضحايا من رجال الأعمال والتجار والفلاحين بالتحديد الذين تعرضوا للسرقة في مبالغ مالية كبيرة، قبل أن تحسم غرفة الجنايات بالرباط الملف بتوزيع عقوبة سجنية مدتها عشر سنوات عليهما .
وبالرجوع إلى الواقعة، قادت الصدفة، أواخر يوليوز الماضي، رجل أعمال بتمارة إلى التعرف على منفذي عملية سطو خطيرة تعرض لها، في يناير من سنة 2019، طالت مبلغا ماليا ناهز 20 مليون سنتيم، كان مخبأ في حقيبة بالصندوق الخلفي لسيارته، وهي القضية التي دوخت عناصر الشرطة القضائية بالرباط التي ظلت تتعقب الجناة عبر أبحاث دقيقة استعملت فيها كل الوسائل التقنية وتسجيلات الكاميرات دون أن تتمكن من إيقافهم.
وحسب معطيات القضية، فإن الضحية اتصل بالمصالح الأمنية بالرباط، بعد أن فطن إلى مطاردته من طرف شخصين على متن سيارة خفيفة على امتداد الطريق التي تربط بين إحدى المؤسسات البنكية بتمارة التي سحب منها مبلغا ماليا كبيرا ومقر إقامته بالرباط، قبل أن يقوم بإخطار عناصر الشرطة القضائية التي رتبت معه كمينا محكما، بركن السيارة بالقرب من إحدى القاعات الرياضية بحي أكدال بالرباط، ومغادرتها في هدوء دون الالتفات إلى السيارة التي كانت تترصده، وبعد دقائق اقترب أفراد العصابة من السيارة وشرعا في تكسير أقفالها، قبل أن تباغتهما عناصر الشرطة وتعتقلهما .
التحريات المنجزة في الملف، كشفت أن المتهمين الشابين نفذا سرقة في حق الشخص نفسه في يناير الماضي، بعد السطو على مبلغ 20 مليونا من سيارته أمام منزله بالرباط، وأكدا أنهما تعقباه حينها على متن دراجة نارية عند سحبه المبلغ المالي من إحدى المؤسسات البنكية بتمارة، وبمجرد ركنه السيارة، قاما بكسر أقفالها وسرقة الحقيبة المحتوية على 20 مليون سنتيم.
وأوضحت التحريات ذاتها أن المتهمين اعترفا أنهما كانا ينتقلان من سلا إلى تمارة، عبر دراجات نارية وسيارات خفيفة، ويترصدان لرجال أعمال ومقاولين وفلاحين كبار من الرباط وسلا وتمارة وعين العودة ومناطق أخرى بزعير، يلجؤون إلى هذه المؤسسة البنكية الموجودة بمدينة تمارة، من أجل سحب مبالغ مالية ضخمة قد تصل إلى مليون درهم دفعة واحدة، وهو الإجراء البنكي الذي تنفرد به هذه المؤسسة دون غيرها من البنوك، مما يجعل زبناءها مستهدفين من طرف مافيات خاصة في السرقة، التي تنتج أسلوبا واحدا في السرقة وهو ترصد الضحية منذ سحبه الأموال وتعقب خطواته، قبل السطو على سيارته المحتوية على المبالغ المالية.